حملت مجموعة “5+5” -التي تضم دول المغرب العربي وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومالطا- نظام بشار الأسد المسؤولية عما يجري في سوريا من تقتيل وتشريد وجرائم إنسانية.
وأدان البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية دول المجموعة أمس في العاصمة الموريتانية نواكشوط ما وصفها بعمليات الإبادة والعنف والجرائم ضد الإنسانية التي تقترفها قوات بشار الأسد والمليشيات التابعة لها بما فيها استخدام صواريخ سكود ضد السكان المدنيين أيا كان مصدرها، بحسب ما ورد في البيان.
وأكد البيان أن هذه الجرائم -التي حملوا مسؤوليتها لنظام الأسد- لن تمر دون عقاب، وشددوا على إدانتهم لأي عملية عنف تقترف في حق السكان أيا كان مصدرها.
مساع لحل الأزمة:
كما أكد دعم دول المجموعة للائتلاف الوطني للمعارضة السورية بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري، وحث الائتلاف على الاستمرار في تعزيز هياكله الداخلية وضم كافة مكونات المجتمع السوري دون تمييز.
ودعا الوزراء في بيانهم لوقف كافة أشكال العنف والتوصل إلى “حل متفاوض عليه عبر مرحلة انتقالية تقود إلى تكريس الديمقراطية والتعددية بما يستجيب لتطلعات الشعب السوري، واحترام وحدة سوريا وحوزتها الترابية، والحقوق الأساسية والتعايش السلمي بين كل مجموعاتها العرقية والدينية”.
كما حثوا أيضا على توسيع مجموعة “أصدقاء سوريا”، وهي مجموعة صارت -حسب البيان- تترجم شيئا فشيئا التوافق الدولي المتزايد بشأن الأزمة السورية، مطالبين المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي بمتابعة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي فعلي وذي مصداقية يستند على خريطة طريق جنيف.
وقال كاتب الدولة للشؤون الخارجية في إسبانيا غونزالو دي بنيتو إنهم يعملون على حل متفاوض عليه، في الوقت الذي نعمل فيه على دراسة مختلف الأوجه التي من شأنها الحد من تأثيرات الأزمة وتفادي انقسام البلد.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن هناك نقاشات في الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعاطي مع الأزمة، لأن التطورات الدراماتيكية على الأرض قد تصيب المنطقة برمتها، مما يفرض التوصل لحل سياسي في أقرب الآجال.
مأساة إنسانية:
من جهته وصف وزير الخارجية التونسي عثمان جاراندي ما يحدث في سوريا بـ”المأساة الإنسانية التي تكاد تزعزع المنطقة برمتها إذا لم يتم التوصل لحل سياسي يحقن دماء السوريين ويوقف العنف ويحفظ لسوريا وحدتها وسيادتها”.
أما وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز فطالب بإجراءات عاجلة وسريعة لإنقاذ سوريا، معربا عن دعمه للثورة السورية في نضالها من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة.
وقال وزير الخارجية البرتغالي باولو بورتاس إن ما يحدث في سوريا يمثل أكبر مأساة إنسانية في هذا القرن، حيث تقترف المجازر الإنسانية القاسية وبشكل يومي أمام أعين العالم.
وأعرب عن ثقته في المستقبل، قائلا إن المنطقة تشهد تحولات حقيقية على خلفية ما يعرف بثورات الربيع العربي، مشيرا إلى أنه في الواقع ليس ربيعا عربيا واحدا، وإنما لكل بلد ربيعه وقصته التي تختلف عن غيرها.