وصل مساء الخميس، 5 أسرى من تنظيم “حزب الله” اللبناني، كانوا محتجزين لدى جبهة “تحرير الشام” السورية (النصرة سابقا)، إلى بلدة “القاع” اللبنانية. يأتي ذلك بالتزامن مع عودة مسلحي
الجبهة وعائلاتهم ولاجئين سوريين كانوا يتواجدون في منطقة عرسال اللبنانية، إلى مدينة إدلب، شمالي سوريا، في إطار صفقة بين الطرفين.
وأبرم “حزب الله” وجبهة “تحرير الشام”، صفقة التبادل، نهاية يوليو/تموز المنصرم، تحت إشراف المدير العام لجهاز الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم.
وأفاد مصدر لبناني مطلع، بأن عملية التبادل بين الحزب والجبهة تمت عند معبر “السعن” في ريف حماة، وسط سوريا.
وأشار المصدر ذاته أن عملية التبادل جرت على 5 دفعات شملت دخول حافلات المسلحين وعائلاتهم ومن رغب بمرافقتهم من اللاجئين السوريين في عرسال إلى مناطق سيطرة مسلحي جبهة “تحرير الشام”، وتحرير معتقل من “حزب الله” مقابل كل دفعة.
من جانبه، أعلن الإعلام التابع لـ”حزب الله”، أن “المحررين الخمسة توجهوا بموكب رسمي من معبر السعن إلى بلدة القصير في ريف حمص، ومن ثم لمعبر جوسيه اللبناني، وبلدة القاع (شرقي)، حيث يقام احتفال رسمي بعودتهم”.
ورفعت خلال الاحتفال صور للرئيس اللبناني العماد ميشال عون، وأعلام “التيار الوطني الحر”، و”الحزب السوري القومي الاجتماعي”، و”حزب الله”، و”سرايا المقاومة” التابعة للحزب.
وعناصر “حزب الله” الذين أفرج عنهم اليوم، كانوا قد أسروا في “تلة العيس” بمدينة حلب السورية عام 2015.
وفي المقابل وصل نحو 8 آلاف شخص بينهم مقاتلين من جبهة “تحرير الشام” ولاجئين سوريين كانوا يتواجدون في منطقة “عرسال” اللبنانية، في موكب إلى مناطق خاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في إدلب، شمالي سوريا، وفق مراسل الأناضول.
المصدر ذكر أن القافلة الأولى من الموكب المؤلف من 117 حافلة، وصلت الخميس إلى إدلب، بعدما انطلقت مساء الأربعاء من عرسال الحدودية مع سوريا.
ومن المنتظر توزيع القادمين عبر القافلة على مخيمات النازحين ودور الضيافة في المنطقة.
ومنتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء الماضيين، تمت المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين “حزب الله”، ومسلحي جبهة “تحرير الشام”، بإشراف الأمن العام اللبناني.
وأفاد مراسل الأناضول، آنذاك، بأن “عملية التبادل تمت بتسليم جبهة تحرير الشام 3 موقوفين ممن لم تصدر بحقهم أحكام قضائية مقابل إطلاق سراح 3 أسرى من حزب الله”.
والأحد الماضي، أعلن “حزب الله” بدء تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة التبادل بينه وبين مسلحي “تحرير الشام”، بتبادل جثامين مقاتلين من الطرفين (9 لجبهة تحرير الشام مقابل 5 لحزب الله).
كما أعلن “حزب الله”، في 27 يوليو/ تموز الماضي، وقف إطلاق النار على جميع جبهات جرود عرسال الحدودية، شرقي لبنان.
وبدأ “حزب الله”، معاركه في جرود عرسال، في 19 يوليو/تموز المنصرم، ضد مجموعات سورية مسلحة، أبرزها جبهة “تحرير الشام”، وتمكن من السيطرة على مواقع عدة، كانت تحت سيطرتها، بدعم من طائرات النظام السوري.
وشن الحزب الهجوم من محورين، أحدهما من الجانب السوري، والثاني من داخل الأراضي اللبنانية.
ولم يُشارك الجيش اللبناني مباشرة في هذه المعركة، واقتصر دوره على التصدي لهجمات تشنها المجموعات المسلحة، قرب مواقعه الموجودة على أطراف الجرود من جهة عرسال.