بدأ رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اجتماعاته الرسمية في واشنطن أمس، بلقاء نائب وزير الخارجية توماس شانون ومساعدين من الخارجية والكونغرس، وذلك
عشية الاجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وباشر الحريري، وفي أول زيارة له لواشنطن منذ سنتين لقاءاته في مقر إقامته في فندق «فور سيزينز» باستضافة شانون ومساعد وزير الخارجية للشأن السوري وعملية السلام مايكل راتني، ومسؤولين عن ملف اللاجئين الى مائدة غداء، والتقى بعدها الى مستشارين في الكونغرس. ويتوجه الحريري الى البيت الأبيض ظهر اليوم للقاء ترامب ويتوقع أن يصدر عن الجانبين بيان ثنائي. كما سيجتمع الحريري خلال الزيارة مع وزيري الدفاع والخارجية جايمس ماتيس وريكس تيلرسون ومع مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم وقيادات الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديموقراطي.
وتأتي الزيارة في وقت حذر للعلاقة الأميركية- اللبنانية، وبعد تصعيد الكونغرس الأسبوع الماضي على خلفية مناقشة مشاريع العقوبات المقترحة ضد «حزب الله».
كما تتقاطع الزيارة مع اقتراح الإدارة الأميركية موازنتها الجديدة للعام ٢٠١٨ والتي تقلص التمويل لوزارة الخارجية، وتقتطع جزءاً كبيراً من المساعدات العسكرية بينها تلك المخصصة للبنان والمقدرة بـ٨٠ مليون دولار سنوياً للجيش اللبناني وقوى الأمن. وسيكون على الكونغرس الموافقة على هذه الأرقام قبل أن تصبح الموازنة رسمية، ما هو مستبعد بالشكل الحالي لها.
وقال الخبير في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية آرام نركيزيان لـ «الحياة» إن الادارة الحالية «لم تنتهِ من التعيينات الإدارية والكثير من هذه التعيينات يتعلق بلبنان». واعتبر أن «من المبكر الحديث عن استراتيجية واضحة لهذه الإدارة في هذه المرحلة حول لبنان»، مشيراً في الوقت ذاته الى أن «ما من شك أن مجلس الأمن القومي الحالي أكثر تشدداً من السابق (خلال إدارة باراك أوباما)». وقال نركيزيان إن «هناك رؤية سطحية لدى البعض في الإدارة تنظر الى الجيش اللبناني وكأنه تابع لحزب الله». وحذر من خطورة هذه الرؤية على العلاقة الأميركية- اللبنانية، ومستقبل لبنان في المدى الأبعد، وأيضاً على مصير المساعدات للجيش.
ولفت الى «أن مهمة الحريري ستكون في إثبات خطأ هذه الرؤية، وبأنه لا يمكن تعريف الجيش اللبناني بأنه تابع لحزب الله، وإقناع الإدارة بأن دعمه لا بل التشدد في دعمه هو المسار الوحيد لتقوية المؤسسات اللبنانية».
ورأى الخبير أنه «فيما قد يضع الكونغرس شروطاً حول المساعدات للجيش، فعلى الحريري والوفد المرافق الضغط لمنع قطع المساعدات». ولفت الى أن وزارة الدفاع الأميركية «مع استمرار المساعدات للجيش إنما في نهاية المطاف سينفذ ماتيس تعليمات ترامب».