جدد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجمعة، التزام بلاده العسكري في مالي، داعيا إلى “التعبئة الأوروبية من أجل مكافحة الإرهاب في إفريقيا”. ووصل ماكرون في تمام
الساعة (10.00 تغ) إلى القاعدة العسكرية الفرنسية بمدينة “غاو” شمالي مالي، في زيارة تفقدية لقوات بلاده تستغرق يوما واحدا، وتعتبر الأولى من نوعها له خارج القارة الأوروبية.
وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده، اليوم، من القاعدة العسكرية الفرنسية في “غاو”، مع نظيره المالي بوبكر كيتا، إن بلاده “ملتزمة منذ البداية إلى جانب مالي، وأنا هنا اليوم لأقول بطريقة واضحة أننا سنواصل التزامنا بنفس الطريقة”.
وأضاف: “أريد تعزيز الشراكة مع ألمانيا من أجل الأمن في مالي، ولقد تحدثت بهذا الأمر مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل”، في زيارة أجراها، الاثنين الماضي، إلى البلد الأوروبي.
وتابع أن بلاده “ستستمر بالنيابة عن أوروبا، في تأمين مالي، غير أن بلدانا أوروبية أخرى بوسعها عمل المزيد من أجل التنمية”.
وبالنسبة لماكرون، فإن “إلتزام فرنسا إلى جانب مالي سيكون كاملا من أجل الأمن في مالي وفي الساحل (الإفريقي) أيضا، من خلال مواصلة التزام قواتنا (…)، وعبر مواصلة التزامنا بخارطة طريق دبلوماسية وسياسية”.
وفي ذات الصدد، جدد الرئيس الفرنسي دعمه لاتفاق الجزائر لحل الأزمة المالية، الموقع في مايو/ أيار 2015، بين الحكومة المركزية في باماكو وأبرز المجموعات المسلحة الناشطة شمالي البلاد.
وتعتبر “غاو” مركز عملية “برخان” الفرنسية التي أطلقتها باريس في أغسطس/ آب 2014، وتعدّ اليوم نحو 4 آلاف عسكري، للقضاء على الإرهاب في الساحل الإفريقي (مالي وبوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر وتشاد).
وعلاوة على البعد العسكري للعلاقات الفرنسية- الإفريقية، يرى مراقبون أن زيارة ماكرون إلى مالي ترمي إلى منح هذه العلاقات بعدا جديدا يشمل الجانب الاقتصادي.
ويرافق ماكرون في زيارته كل من وزير خارجيته جان إيف لودريان، المعروف بعلاقاته الوطيدة بعدد من القادة الأفارقة، ووزيرة الجيوش سيلفي غولار، إلى جانب المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية، ريمي ريو.