أتحف مغني البلوز الأميركي الشهير إيريك بيب جمهور مهرجان الموسيقى العالمية العريقة (الروحية) في دورته الـ23 بمدينة فاس المغربية بمقاطع موسيقية أعادت إلى الأذهان مأساة استعباد
الأفارقة على يد الأميركيين.
وعاد بيب، مؤسس مجموعة “مادرن جاز كويرتت” الذائعة الصيت، بالحضور إلى جذور البلوز وأشكالها المعاصرة، ولقيت عروضه الفنية تفاعلاً لافتاً من الجمهور الذي توافد بكثافة على حديقة جنان السبيل التي يعود تاريخ تشييدها إلى القرن الثامن عشر.
ويعتبر الفنان بيب أشهر عازفي القيتارة الصوتية الدلتا بلوز، وهي نوع موسيقي صوتي وآلي ينحدر من أغاني الزنوج في أميركا، يتغنى فيه بحزن وأسى على حال الأفارقة إبان استعبادهم بأميركا.
وينحدر بيب من وسط فني حيث تفرض الموسيقى نفسها بقوة، فهو ابن ليون ديب الذي يعد من أبرز الشخصيات في ميدان الفولك النيويوركي خلال الستينيات، وتربى على يد الممثل والمغني والناشط بول روبسون، وخاله هو الملحن وعازف الجاز جون لوي.
وافتتحت الدورة الـ23 للموسيقى العالمية العريقة (الروحية) الجمعة الماضية، وتستمر فعالياتها حتى 20 مايو/أيار الجاري، برعاية الملك المغربي محمد السادس، تحت شعار “الماء والمقدس”، وهي من تنظيم مؤسسة روح فاس (غير حكومية).
وتشارك في المهرجان 45 فرقة موسيقية من الصين والكويت ولبنان وفرنسا وأميركا والهند وكوبا وبلغاريا ومانغوليا وإيطاليا وأيرلندا واليونان والبرازيل وإسبانيا ومالي، إلى جانب المغرب.
وتحتفي دورة هذا العام بالماء في بعده الروحي من أجل العمل على تشجيع الإدراك البيئي السليم والوعي بالترابط الإنساني وحب الأرض وثمارها، وفق المنظمين.