بشار.. “مدفيديف سوريا”

هيئة التحريرآخر تحديث :
amren wtzlxc 063

amren wtzlxc 063بقلم: عامر اناؤوط 
شكل المشهد الروسي الرئاسي المتمثل بتكليف الرئيس فلاديمير بوتين لسلفه ديمتري مدفيديف رئاسة الوزراء ظاهرة سياسية غير مسبوقة، فالرجلان تبادلا قبلا المواقع عينها لما تعذر ــ بحسب القانون ــ على القيصر الروسي بوتين التجديد لولاية ثالثة ما استدعى إخضاع الرئاسة « لمحلل شرعي» يساعد على تجاوز هذه الإشكالية القاهرة، وإن باستحداث بدعة تولي الرئيس يومها لمنصب رئيس الوزراء شكلا والرئيس الفعلي واقعا.

بوتين القادم من عالم الجنرالات الاستخباراتية الروسية السوفياتية يدرك تماما حساسية هذه الخطوة في بلد اعترض بحماسة على توليته سدة الرئاسة وما زال غير راض عنها، ويعبر عن ذلك بشتى الوسائل، وهو الذي نفض عنه في ثورة بيضاء غبار الديكتاتورية السوفياتية لينتهي به المطاف بنظام آحادي الرأس أشد ضراوة وقساوة وديكتاتورية ومحاربة للتعددية السياسية .

النظام الروسي الجديد الذي يتزعمه القيصر الروسي بوتين لم يجد له في العالم حلفاء إلا مشابهين له في التركيبة والرؤية والأداء فشكل لهم درعا واقية جعلت إيران تقهر شعبها، وتعبث بإرادته وتقمع ثورته الخضراء ومثلها باقي الحلفاء من كوريا الجنوبية إلى الصين وكوبا وغيرها من الدول المعادية للحريات وحقوق الإنسان والمساواة لينتهي الأمر بنظام البعث في سورية الذي أعلن رئيس اللجنة الانتخابية فيه المستشار خلف العزاوي عن نتائج « الطبخة» التوليفة غير الموفقة لمجلس الشعب السوري في نتائج تأخر صدورها عن إجرائها تسعة أيام انتهت بإعلان العزاوي أن نسبة الاقتراع بمجملها ــ وفق تقديره طبعا ــ بلغت 51.26 في المئة ما يشير رسميا أن نصف الشعب السوري لا يريد الأسد بحسب إعلانه المزور بطبيعة الحال وثانيا تكريس الأسد أن حزب البعث هو الحزب القائد الوحيد في سورية بعدم مشاركة وانسحاب من شارك من المعارضين .

بوتين وجد قامة يشاركها القرار على المستوى النظري وعلى الأسد أن يتبع معلمه ويجد له “مدفيديف” سورية من أجل اكتمال المسرحية هناك.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة