أبدى الرئيس محمود عباس استعداده للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تحت رعاية الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته المقبلة إسرائيل والأراضي الفلسطينية قبل نهاية الشهر
الجاري، مشيراً إلى أنه أبلغ ترامب بذلك خلال لقائهما في واشنطن أخيراً. وعلمت «الحياة» أن تحضيرات تتم لعقد قمة ثلاثية تجمع ترامب وعباس ونتانياهو، لكن لم يتحدد مكانها بعد.
وقال عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير: «أطلعت الرئيس على مجمل التحركات التي نقوم بها، خصوصاً اللقاء مع ترامب الذي لبى دعوتنا ونتطلع للقائه قريباً في بيت لحم، وأكدنا له استعدادنا للتعاون معه ولقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي تحت رعايته من أجل صنع السلام، كما أكدنا التزامنا مواصلة العمل معاً، وفي إطار الشراكة الكاملة لمحاربة الإرهاب والتطرف في منطقتنا والعالم».
ومن المقرر أن يزور ترامب مدينة بيت لحم في 23 الشهر الجاري بعد أن يزور إسرائيل. وقال مسؤولون فلسطينيون لـ «الحياة» إن لجاناً مشتركة فلسطينية- أميركية بدأت التحضير لعقد لقاء ثلاثي يجمع ترامب وعباس ونتانياهو. وتوقعوا أن يعلن ترامب في نهاية زيارته المقبلة إطلاق عملية سياسية جديدة. ورجح المسؤولون أن يوجه ترامب دعوة إلى الجانبين للتفاوض المباشر لمدة تسعة أشهر إلى سنة.
وكشف مسؤول رفيع أن عباس زوّد ترامب في لقائهما الأخير خرائط في شأن الحل السياسي الممكن. وقال عباس في المؤتمر: «نجدد التزامنا السلام القائم على العدل، ومرجعيات الشرعية الدولية وقراراتها وفق حل الدولتين، دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل بأمن وسلام وحسن جوار».
وأضاف أنه أطلع الرئيس الألماني على إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، والذي دخل أمس يومه الـ24 على التوالي. وقال: «إن مطالب الأسرى جميعها إنسانية، وبعد انتهاء 23 يوماً من الإضراب، أخشى حصول حوادث مؤسفة للأسرى، الأمر الذي يعقّد الأمر أكثر فأكثر». وأضاف: «نحض الحكومة الإسرائيلية على تلبية مطالبهم الإنسانية بأسرع وقت… وسنواصل بذل جهودنا من أجل إطلاق سراحهم جميعاً».
من جانبه، قال شتاينماير إن الحل السياسي الوحيد الممكن تطبيقه هو حل الدولتين، مضيفاً: «من يعرف المنطقة يعرف أن من الضروري تطبيق حل الدولتين لأنه الحل الوحيد القابل للتطبيق، لذلك لا بد من التفاوض على تطبيقه».
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول فلسطيني قوله إن عباس عرض على ترامب مجموعة من الخرائط والوثائق المتعلقة بالمحادثات التي أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، والتي بموجبها تقلّص الخلاف بين الجانبين إلى حد كبير في شأن الحدود، ودعاه إلى اعتماد هذه التفاهمات كنقطة انطلاق للمفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية.
وأوضحت أن الجانب الفلسطيني قدم للرئيس الأميركي وطاقمه تفاصيل المفاوضات مع أولمرت المتعلقة بتبادل الأراضي، إذ وافق الفلسطينيون في حينه على تبادل 1.9 في المئة فقط، في حين وافق أولمرت على 6.3 في المئة من الأراضي المحتلة عام 1967، لكن هذه المفاوضات توقفت بسبب استقالة أولمرت.
وأكد المسؤول أن القيادة الفلسطينية معنية بالعودة إلى المفاوضات، لكنها لن تستطيع ذلك إذا تنصلت إسرائيل مما تم التوصل إليه في الجولات السابقة، موضحاً أن نتانياهو يتحدث عن سيطرة إسرائيلية على غور الأردن والقدس الشرقية وعن مواصلة البناء الاستيطاني، وهي مواقف لا يمكن الجانب الفلسطيني أن يقبل بها.