قالت مصادر إسرائيلية أن جزءاً من المباحثات التي أجراها قائد هيئة أركان الجيوش الأميركية في إسرائيل مع نظيره الإسرائيلي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، ووزير الدفاع
أفيغدور ليبرمان، ركّزت على الملف السوري، حيث أكدت إسرائيل أنها تتمسك بالخطوط الحمراء التي حددتها بخصوص سوريا ، لا سيما منع نقل أسلحة استراتيجية وكيمياوية إلى حزب الله ومنع تبلور جبهة قتالية نشطة ضدها بإشراف إيراني، في الجولان السوري.
وأوضحت المصادر ذاتها أن إسرائيل أبلغت الروس خلال الأيام الأخيرة، أن ” المناطق الآمنة ” التي تعمل روسيا على إرسائها في سوريا، وتشمل وقف الغارات الجوية، لا تلزم إسرائيل التي ستتدخل بشنّ غارات للتعامل مع ” قنابل موقوتة” والمقصود بها منع نقل شحنات أسلحة إلى حزب الله. مع ذلك أوضحت إسرائيل أنها تؤيد إقامة منطقة آمنة في الجبهة الجنوبية الممتدة من القنيطرة شمالاً وحتى ملتقى الحدود الثلاثي مع سوريا و الأردن جنوباً، وذلك منعاً لتنفيذ قصف جوي بالقرب من السياج الأمني مع الجولان المحتل.
مناطق عازلة وجدران
وفي الاتصالات الدائمة مع الروس، أوضحت إسرائيل أيضاً أن أي حل مستقبلي في سوريا يجب أن يتضمن مناطق عازلة في الجبهة الجنوبية بعمق عدة كيلومترات، على امتداد جبهة الجولان المحتل، ويجب أن تخلو هذه المناطق من قوات النظام السوري وأي قوات أخرى (معارضة أو غيرها)، منعا لتشكل جبهة قتالية. وكانت قناة العربية كشفت قبل أكثر من عامين، أن إسرائيل وسعت خطة عسكرية لخلق “حزام أمني” يشبه الذي كان قائماً إبان احتلالها جنوب لبنان بعمق يمتد من مئات الأمتار، وأنها أجرت مناورات تحاكي اجتياح المنطقة الجنوبية الحدودية لإقامة “الشريط الأمني” ، وإن كانت هذه الفكرة تبلورت على أساس الخشية من سقوط النظام السوري فجأة في مرحلة من المراحل، الأمر الذي لم يحدث، إلى جانب ذلك- باعتبار أن الجبهة الشمالية أصبحت تمتد من رأس الناقورة اللبنانية وحتى الحمة السورية.
وتخطط إسرائيل لبناء جدار في مقاطع حساسة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية لا سيما في منطقة مستوطنة المطلة، التي شهدت فضيحة أمنية حيث تمكن مواطن لبناني غير مسلح من التسلل بدون أن يكتشف وأن يصل إلى مستوطنة كريات شمونة.
أما المنطقة الثانية التي ستشهد بناء الجدار – على غرار الجدار الذي بني في الجولان المحتل وعلى الحدود مع مصر- فهي منطقة رأس الناقورة الحدودية، واللافت أن التسمية التي أطلقتها إسرائيل على عملية بناء الجدار هي ” المزولة” أي “الساعة الرملية”، في إشارة، ربما، الى أن هناك عدّا تنازليا لاندلاع حرب على الجبهة الشمالية.