جّهت بيونغ يانغ تحذيرا شديد اللهجة إلى الصين، وقالت إنه يجب على بكين أن تشعر بالامتنان لـ كوريا الشمالية التي تؤمن لها الحماية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المسؤول كيم شول
قوله إن على بكين ألا تختبر صبر بيونغ يانغ، وإن بلاده لن تتسول من أجل الحفاظ على صداقتها مع الصين.
وأشار إلى أن الشمال ومنذ الحرب الكورية كان مثابة منطقة عازلة بين بكين وواشنطن، وساهم في الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة.
من جهتها، أعربت بكين عن رغبتها في علاقة طيبة مع جارتها الكورية الشمالية، وذلك على لسان المتحدث باسم خارجيتها غنغ شوانغ، في رده على سؤال حول تدهور العلاقات بين البلدين في ظل تبادل الاتهامات عبر وسائل الإعلام المحلية. وقال إن موقف بلاده حيال تطوير علاقات ودية مع بيونغ يانغ ثابت وواضح.
وكانت وسائل إعلام صينية قد دعت إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على كوريا الشمالية بسبب مضيها في تطوير برنامجها النووي. في حين قالت وسائل إعلام كورية شمالية إن “سلسلة من التعليقات السخيفة والمتهورة تُسمع من الصين كل يوم وتؤدي فقط إلى زيادة توتر الموقف”.
موقف بكين
وحول تصاعد حدة التوتر بين بكين وبيونغ يانغ، قال رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية غاو جي كاي إن الصين حريصة على علاقتها بجارتها الكورية الشمالية، وإنها ستحافظ على قنوات اتصال دائمة مع القيادة في بيونغ يانغ لحثها على التخلي عن أسلحتها النووية، وذلك تفاديا لاندلاع حرب في المنطقة.
وأشار غاو إلى خشية الصين من مواجهة عسكرية محتملة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، تكون تبعاتها كبيرة وثقيلة. وربط ذلك بالضغوط الاقتصادية التي تمارسها ضد بيونغ يانغ في إطار العقوبات الأممية التي كان آخرها إعادة أسطول من سفن الشحن المحملة بالفحم إلى كوريا الشمالية مطلع أبريل/ نيسان الماضي.
ورأى أن الحل الأمثل لنزع فتيل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية هو العودة إلى المفاوضات السداسية بين الكوريتين واليابان وروسيا والصين وأميركا بشأن نووي بيونغ يانغ.
وكان شين هون نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي قد قال -في حديث للجزيرة الشهر الماضي- بشأن إمكانية العودة لطاولة المحادثات السداسية “إن هذه المحادثات ولدت ميتة منذ زمن بعيد، ولا وجود لها بعد الآن”.
من جهته، قال الخبير بالشأن الكوري الشمالي تشينغ خه إن بيونغ يانغ تدرك أن الصين لم تعد حليفا، وإنها على استعداد للقيام بأي شيء مقابل نزع فتيل الأزمة، لذلك اعتبر أن تصاعد حدة التوتر بينهما مبرر، وأضاف أن هناك أزمة ثقة نتج عنها اهتزاز العلاقة بين البلدين ووصولها إلى حد التراشق الإعلامي.
وأكد تشينغ أن الصين لا ترغب بنشوب حرب بشبه الجزيرة الكورية من شأنها أن تفضي إلى تعزيز الوجود الأميركي في المنطقة، كما أنها تشعر بالقلق من نشر منظومة “ثاد” الصاروخية على الأراضي الكورية الجنوبية باعتبار ذلك تهديدا لأمنها القومي.
وأشار إلى أن بكين اقترحت في وقت سابق أن توقف بيونغ يانغ تجاربها النووية مقابل أن توقف واشنطن مناوراتها العسكرية في المنطقة، وربط ذلك برغبة الصين في التفاوض حول ملفات أخرى لها علاقة بالنزاع في بحر جنوب الصين ونشر منظومة “ثاد” الصاروخية.
هذا، ويرى مراقبون أن بكين لم تعد تشكل وسيطا، وأنها لا تملك سوى الإعراب عن قلقها حيال الأزمة الكورية وتأكيد التزامها بالعقوبات الأممية، ودعوة الجانب الكوري الشمالي إلى ضبط النفس والعودة إلى المفاوضات. في حين أن بيونغ يانغ تستغل تجاربها النووية أداة ضغط من أجل التوصل إلى مفاوضات مباشرة مع واشنطن تحل من خلالها كافة مشاكلها السياسية.
الجزيرة