بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارته الرسمية الثانية للكويت اليوم الأحد، المحطة الثالثة في جولته الخليجية. الزيارة التي تستمر يومين، يبحث خلالها مع أمير الكويت الشيخ صباح الصباح
سبل تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين البلدين، بالإضافة إلى مواصلة التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بحسب وكالة الأنباء الكويتية.
لكن أكاديميين كويتيين يرون أن للزيارة شقين أحدهما سياسي والآخر اقتصادي، السياسي يتصدره الحرائق المشتعلة في المنطقة وبحث سبل إطفائها ومواجهة تحدي الإرهاب، أما الاقتصادي فيتمثل بمساعدة مصر لتجاوز أوضاعها الاقتصادية.
في هذا الصدد، قال أستاذ الإعلام في جامعة الكويت أحمد الشريف، إن “جولة الرئيس المصري الخليجية مؤشر على وجود مشروع عربي يجري العمل على بلورته لإطفاء الحرائق المشتعلة في دول عربية”.
وأضاف أن “لقاء طرفي الأزمة الليبية المشير خليفة حفتر وفايز السراج في الإمارات مؤخرًا، يأتي في إطار توحيد الجهود لحل الأزمة التي تحظى بأهمية كبيرة لأمن مصر الاستراتيجي وللأمن العربي ككل”.
ويربط الشريف جولة الرئيس المصري وزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقررة للسعودية الشهر الجاري، والتنسيق للموقف العربي ولاسيما أن الرئيس المصري التقى ترامب مؤخرًا.
وأضاف، إن “تطورات الأوضاع في المنطقة، تتطلب موقفًا عربيًا موحدًا.. في ظل توجه دولي لإنهاء الصراعات في المنطقة. ضاربًا المثال باتفاق “مناطق خفض التصعيد” في سوريا الذي دخل حيز التنفيذ أمس، في ظل غياب عربي كامل عنه.
السفير المصري لدى الكويت ياسر عاطف قال في تصريحات صحفية اليوم إن “الزيارة تأتي في ظل مستجدات إقليمية ودولية تستدعي المزيد من التشاور والتنسيق والبحث في كيفية حماية الأمن القومي واستعادة الاستقرار في عدد من الدول العربية وتحديات الإرهاب ومواجهته”.
وأضاف أن “مسيرة تطوير وتوطيد التعاون بين البلدين مستمرة بشكل دائم”.
وأكد في الوقت ذاته حرص البلدين على “تعزيز التعاون الاقتصادي خصوصًا فيما يتعلق بزيادة الاستثمارات والعمل على الارتقاء بحجم التبادل التجاري بينهما”.
ورغم أهمية الجانب السياسي في الزيارة، فإن الجانب الاقتصادي لن يكون غائبًا عنها، في ظل حاجة مصر للدعم الخليجي لاستكمال تنفيذ باقي شروط صندوق النقد، للحصول على الشريحة الثانية وباقي شرائح قرض الـ 12 مليار دولار، بحسب الباحث الاقتصادي الكويتي عامر التميمي.
وأضاق التميمي أن “الأوضاع الاقتصادية في مصر تشكل عنصرًا ضاغطًا على قيادة البلد التي تبحث عن علاج لها بأقل الأضرار وتخفيف الآثار السلبية المتوقعة لها”.
وأشار التميمي إلى استمرار الدعم الاقتصادي الكويتي لمصر، و”توقيع البلدين في أبريل /نيسان الماضي عقدًا لتزويد القاهرة بالنفط والمنتجات النفطية بقيمة 4 مليارات دولار من خلال تصدير الكويت مليوني برميل نفط شهريًا و1.5 مليون طن من المنتجات النفطية سنويا إلى مصر”.
وتعد زيارة الرئيس السيسي للكويت اليوم هي الثانية له، حيث كانت الزيارة الأولى في يناير/كانون الثاني 2015.
وكان السيسي زار الأربعاء الماضي الإمارات، وعقد مباحثات مع ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
واستبق السيسي الإمارات بزيارة إلى السعودية، الأسبوع قبل الماضي، حيث التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وكالات