تتواصل في عاصمة كازخستان، اليوم الخميس، اجتماعات اليوم الثاني لمؤتمر “أستانة ٤”، لمناقشة اقتراح روسيا إقامة “مناطق خفض التوتر” في سوريا، في وقت لم تقرر فيه المعارضة
السورية بعد إن كانت ستشارك أم لا في اجتماعات اليوم.
ومن المنتظر تواصل اللقاءات الثنائية والثلاثية بين الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) والأطراف الأخرى المشاركة، ومن المتوقع انعقاد الجلسة الرئيسية للأطراف في حال التوافق على وثيقة مناطق “خفض التوتر”.
وتشمل هذه المناطق، بحسب الخطة الروسية، منطقة جنوب سوريا، والغوطة الشرقية، وريف حمص الشمالي، ومحافظة إدلب، وهي أربع مناطق تسيطر قوات المعارضة على غالبية مساحاتها، وجرى التوافق على ثلاث منها، فيما تستمر المداولات بشأن المنطقة الرابعة، بحسب ما صرح فيه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس.
ووفق الخطة الروسية، فإن هذه المناطق تهدف إلى خفض الاشتباكات، ونشر مراقبين دوليين على خطوط التماس.
وتجرى مناقشة مساحة هذه المناطق، وأبعاد خطوط التماس، وجنسيات المراقبين الدوليين، فضلا عن فتح ممرات لإدخال المساعدات.
وعقب لقاء الدول الضامنة في أستانة، مساء أمس، قال ألكسندر لافرينتيف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص لشؤون التسوية السورية، إن “الوثيقة الروسية المقترحة حول إقامة مناطق آمنة في سوريا لاتزال قيد الصياغة”، مضيفا أن موسكو تضع خرائط لتعزيز وقف إطلاق النار الساري جزئيا منذ نهاية العام الماضي.
وأضاف لافرينتيف، في تصريحات صحفية، أن روسيا “تبذل جهودا مكثفة لتشجيع التوصل إلى تسوية سلمية في سوريا، وتعمل على وضع خطط لتكثيف وقف الأعمال العدائية، ولجعل نظام وقف إطلاق النار أكثر فعالية، ولهذا قدمت اقتراح إقامة مناطق وقف التصعيد في سوريا”.
وإذا تم التوافق على هذه المناطق، فمن المنتظر التوقيع على وثائق في اجتماع الجلسة الرئيسية الرسمية، بعد ظهر اليوم.
ويأتي ذلك في ظل غموض موقف المعارضة من تعليق مشاركتها في الاجتماعات، حيث قالت مصادر داخل المعارضة للأناضول إن الوفد المفاوض لم يتخذ بعد(حتى صباح اليوم) قرارا بشأن المشاركة من عدمها في اجتماعات اليوم، وإنه يجري لقاءات مع الوفود الأخرى في مقر إقامتها، وبينها لقاء مع الوفد الأردني المشارك صباح اليوم.
وبحسب معلومات، فإن المعارضة تنتظر تعهدا روسيا كطرف ضامن من أجل إلقاء بيانها، وإن لم تحصل على هذا التعهد أمام الدول الضامنة، فستمتنع عن الإدلاء بأي بيان.
وقالت مصادر في المعارضةفي تصريحات صحفية، أمس، إن وفد المعارضة علق مشاركته في الاجتماعات مبدئيا، بسبب عدم التزام روسيا بتعهداتها، وتواصل القصف على مناطق المعارضة.
فيما قال مسؤول في الخارجية الكازاخية، أمس، إن وفد المعارضة السورية غادر مقر الاجتماعات “بعد انتهاء لقاءاته”، دون أن ينفي تعليق مشاركته.
وانطلقت أمس الجولة الرابعة من محادثات أستانة حول سوريا، ومن المقرر أن تنتهي اليوم.
وفي يناير/ كانون ثان الماضي، عقد الاجتماع الأول في أستانة، برعاية تركية روسية، ومشاركة إيران والولايات المتحدة الأمريكية ونظام بشار الأسد والمعارضة السورية، لبحث التدابير اللازمة لترسيخ وقف إطلاق النار في سوريا، المتفق عليه في أنقرة، يوم 29 ديسمبر/ كانون أول الماضي.
وفي اجتماع “أستانة 2″، فبراير/ شباط الماضي، جرى الاتفاق بين روسيا وإيران وتركيا على إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار.
أما الجولة الثالثة من المحادثات “أستانة 3″، منتصف مارس/ آذار الماضي، فاختتمت بالاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية تضم كلا من روسيا وتركيا وإيران لمراقبة الهدنة.
وكالات