يتعرض حي القصور في مدينة حمص، وبحسب ناشطين من المنطقة ومنذ أيام، لقصف عنيف بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والهاون والشيلكة. ويحث أبو جعفر، المسؤول عن تنسيقية حمص، المراقبين الدوليين ومنذ مدة من خلال نداءات إعلامية وغيرها، على التوجه إلى الحي للاطلاع على «كم العنف الذي يستخدمه النظام بوجه من تبقى في أحياء حمص»، معربا عن تخوفه من تحول حي القصور في الأيام القليلة المقبلة لبابا عمرو ثان، وهو الحي الذي حاصره النظام في الرابع من فبراير (شباط) الماضي وسط قصف متواصل قضى على من فيه ليعلن عن اقتحامه بعد 26 يوما.
أما حي القصور، فهو من الأحياء الراقية في حمص والذي يسكنه أهالي المنطقة الميسورون وكبرى العائلات الحمصية. ويشرح أحد الناشطين أن تسمية الحي تعود لمنازله الكبيرة والفخمة الشبيهة بالقصور، ويقول: «هذا الحي يختلف عن بابا عمرو لجهة اتساع شوارعه وقدرة دبابات النظام على التجول بأنحائه».
ويعتبر هذا الحي من الأحياء الجديدة نسبيا، فقد بني مكان بساتين ومزارع قديمة في بدايات القرن العشرين. ويتميز بكثرة المدارس فيه وقربه من جراجات الانطلاق للحافلات وسوق الخضار.
ويمعن النظام حاليا وبحسب ناشطين في المنطقة، بدك أحياء حمص القديمة كما في حي الخالدية والقصور مع تقلص عدد سكانها ونزوح معظمهم للمناطق المتاخمة.
ويرد المقدم المظلي المنشق خالد الحمود استمرار النظام بقصف حمص «لمنعها من استعادة أنفاسها ولتمركز عدد كبير من عناصر الجيش الحر في أحيائها الضيقة، وبالتحديد في الأحياء القديمة»، لافتا إلى أن النظام «يحاول وبقصفه المتواصل لتلك الأحياء منع الجيش الحر من التسلح وتنظيم صفوفه في المدينة التي ألحق بها وبسكانها الكثير من الأذى، وبالتالي فهو يمعن باستهدافها خوفا من عمليات انتقامية، وبالتالي يعتمد سياسة استباقية في هذا الإطار».
ولا يستبعد الحمود أن يتحول الوضع الميداني في أحياء حمص القديمة لما كان عليه الوضع في بابا عمرو، نظرا لضيق شوارعها، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نتوقع أن يعتمد النظام سياسة الأرض المحروقة لدخول هذه الأحياء التي يوجد فيها عناصر من الجيش الحر».
ويتحدث الحمود عن ازدياد الانشقاقات العسكرية مع دخول المراقبين الدوليين «باعتبار أن هذه العناصر أحست بنوع من المظلة الدولية قد تسمح بحمايتهم». وأضاف: «على الرغم من أنهم مخطئون بهذا الرهان فإن أعداد المنشقين تضاعفت، وقد وصل مؤخرا ما يزيد على 50 ضابطا منشقا إلى الحدود التركية».
وكان المجلس الوطني السوري وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلن مدينة حمص «مدينة منكوبة»، مؤكدا «استخدام النظام للمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطيران الحربي في قصف الأحياء السكنية المأهولة». وهو مطالب ومنذ ذلك الوقت بتوفير «الحماية الدولية» لسكانها.