في خطوة أولى من نوعها فلسطينيا وعالميا، أطلقت السبت الماضي أطول موجة بث إذاعي تمتد على مدى 65 ساعة متواصلة تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين، وذلك بمشاركة أكثر من
سبعين محطة إذاعية محلية وعربية.
ويوضح الصحفي الفلسطيني محمد هنية العامل في إذاعة طيف بقطاع غزة والتابعة لمكتب إعلام الأسرى، أن إطلاق هذه الموجة يأتي تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتسليط الضوء على القضية. كما تسعى الخطوة التي تتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني للوصول لموسوعة غينيس للأرقام القياسية.
قضية عادلة
ويقول هنية من خلف مكبرات الصوت حيث يواصل وزميلته فاطمة القاضي جهودهما للوصول للعالمية في ما وصفها بأسمى قضية لنصرة الإنسانية، “نسعى لتحقيق هذا الانتصار بكل قوتنا، وسنحقق الهدف الذي انطلقنا من أجله غدا الثلاثاء قبل منتصف النهار”.
ويضيف أن الموجة مهمة لأنها تنطلق ولأول مرة من غزة المحاصرة وتخصص للحديث عن الأسرى. ويضيف قبل أن يعود للهواء ليعرض ويحلل معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال “نشاطنا يكتسب زخما واسعا وكبيرا لا سيما وأنه سيبلغ ذروته الاثنين”.
ويؤكد عبد الرحمن شديد مدير مكتب إعلام الأسرى -الجهة القائمة على الفعالية- أن استضافة شخصيات وطنية وسياسية وحقوقية وقانونية يزيد من زخم الفعالية، وذلك من أجل التعليق على قضية الأسرى وإشراكها مع محطات إذاعية عربية كـ”حياة أف أم” الأردنية ومصر “أف أم” والإذاعة التونسية.
ويقول شديد إن الموجة ستنقل لكل المسامع آلام الأسرى وآمالهم وتضحياتهم وبطولاتهم ومواقفهم، لتلفت أنظار العالم إلى أن هناك قضية حساسة وهامة تمس كل الفلسطينيين، ولفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.
وتقوَّت الموجة أكثر بانخراط الإذاعات وانضمامها لها بساعات البث الأولى، واستمرار أخرى في انتقاء ما يتناسب ومواضيع وطريقة بثها، خاصة الإذاعات بمناطق شمال فلسطين ليصل الصوت لجميع الأسرى وتحديدا في السجون الشمالية كهداريم وجلبوم وشطة.
تحديات كبيرة
إدارة غينيس التي أبدت موافقتها على الفكرة تشترط عدم تغيير المذيعيْن، وعدم استبدالهما مكانهما، وألا يغيب صوت المذيع لأكثر من دقيقة في حال وجود ضيف، ولعشر ثوان بحال غيابه.
كما أن الإدارة المذكورة طالبت بطرح مواضيع مختلفة دون الاقتصار على قضية الأسرى، ولذلك تم تناول مواضيع مختلفة تتعلق بالحصار والاستيطان والأوضاع الاقتصادية. وأوضح شديد أن الفعالية تصور بكامل تفاصيلها وتتم تحت مراقبة جهات حقوقية وقانونية.
وتهدف موجة البث الإذاعي الممتد على مدى 65 ساعة متواصلة لتسليط الضوء إعلاميا على الأسرى، وترجمة رسائلهم على الأرض إلى الجهات المسؤولة رسميا وشعبيا. غير أن هذه الخطوة الإعلامية التي تنقل كل ما يدور داخل أروقة المحطات للشارع فورا، مهددة بخطر انقطاع الكهرباء.
ويطالب شديد مدير مكتب إعلام الأسرى السلطة الفلسطينية “التي تملك أوراقا سياسية قوية” بالضغط دوليا عبر القنصليات والمحافل الدولية لرفع مذكرات حقوقية وقانونية تفضح إسرائيل وتطالبها عالميا بالإفراج عن الأسرى.
وعلى المستوى المحلي، تسعى الموجة لتحفيز وتعبئة الشعب الفلسطيني للتحرك بالشوارع والخروج في مسيرات مستمرة وليست موسمية، خاصة وأن الأسرى وذويهم يعانون من “انتكاسة وخذلان” الشارع المحلي لهم.
أسلوب جديد
ويرى الحقوقي الفلسطيني المهتم بشؤون الأسرى فؤاد الخفش أن هذه نقطة الفصل في عمل الموجة الإذاعية، ويؤكد أن قوتها ستقاس بمدى الأثر الذي أحدثته على الشارع، خاصة وأن الاحتلال يحاول مواجهة كل خطوة تؤدي لحراك تنتج عنه مواجهة وحالة انتفاضة ويعتبر ذلك “تحريضا” ويعمل على قمعه.
ويشير الخفش إلى أن فكرة الموجة الإذاعية لقيت قبولا واسعا لأنها أسلوب جديد لفرد مساحة واسعة لتسليط الضوء على معاناة الأسرى، يبتعد عن الوسائل الروتينية للتضامن مع الأسرى.
مواقع اخبارية