لماذا يطبع التوتر الأمني مخيم عين الحلوة؟

هيئة التحريرآخر تحديث :
fba009bf 1850 4730 9e33 d0c379a3f6dc

fba009bf 1850 4730 9e33 d0c379a3f6dc

طبعت التوترات الأمنية مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان على مدى الأعوام الماضية. وقد شغلت التفجيرات والاغتيالات والمواجهات المسلحة المراجع السياسية

والأجهزة الأمنية، ولا سيما أن شبهات تحوم حول بعض الجماعات أو الأفراد داخل المخيم ترجح ارتباطهم بجهات محلية وإقليمية.
ويشدد الجيش اللبناني من إجراءاته الأمنية بمحيط المخيم منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، ورفع التشديد منذ 2002 بعد مقتل ثلاثة عسكريين لبنانيين ولجوء الفاعل إلى المخيم. وقد تم حصر الدخول إلى المخيم والخروج منه بأربعة مداخل فقط تخضع للمراقبة على مدار الساعة.
ويؤوي مخيم عين الحلوة -الذي يعد أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان- حوالي ثمانين ألف شخص في مساحة تقارب كيلومترا مربعا واحدا.
وينتشر فيه عدد من الفصائل الفلسطينية أبرزها حركة التحرير الوطني االفلسطيني (فتح) وعصبة الأنصار والحركة الإسلامية المجاهدة والشباب المسلم والجبهتان الشعبية والديمقراطية وجبهة التحرير الفلسطينية وأنصار الله وجند الشام.
كما يوجد بعض أفراد الحماية لحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، إضافة إلى بضع ناشطين يبايعون جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.

يقول الكاتب الصحفي واصف عواضة إن المخيم يشكل عنصرا أساسيا للاستقرار في منطقة صيدا ومحيطها، إضافة إلى تأثيره على الطريق الساحلي الرئيس الذي يربط الجنوب بالعاصمة بيروت وباقي المحافظات.
ويضيف عواضة أن المشكلة الرئيسية في عين الحلوة تحوله إلى “كانتونات” تمسك كل مجموعة فيه بأحد الأحياء، مما يؤدي إلى اشتباكات مسلحة وتضرر سكانه والمحيط، معتبرا أن الدولة اللبنانية تجري اتصالات مع القوى الفلسطينية في المخيم بعد كل توتر وتطلب منها دائما معالجة الوضع.
الانتشار المسلح
وتتعدد الأسباب الكامنة خلف كثرة المجموعات المسلحة داخل المخيم، فهي ترتبط أولا بوقوعه خارج سلطة الدولة اللبنانية، وتعدد المرجعيات السياسية والأمنية فيه والخلافات الفلسطينية الداخلية.
ومن الأسباب أيضا الحالة المزرية التي يعيشها المخيم من النواحي الاقتصادية والاجتماعية، واكتظاظه السكاني وافتقاره للبنى التحتية، وتفشي الآفات الاجتماعية وإيواؤه أعدادا كبيرة من المطلوبين بجرائم مختلفة.
وفي السنوات الأخيرة، ساهم ارتفاع حدة الخطاب الطائفي والمذهبي -ولا سيما بعد الحرب في العراق، واغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، واندلاع الحرب في سوريا- في ظهور مجموعات وأفراد بايعوا جماعات إسلامية كجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية أو تأثروا بأفكارهم.

استياء السكان
وينقسم المخيم إلى عدد من الأحياء، وتبرز مناطق الصفصاف والطيري والطوارئ كمسرح لإشكالات متعددة شهدها المخيم خلال السنوات الماضية، وإلى هذه الأحياء لجأ الكثير من المطلوبين المتهمين في قضايا إرهابية وجنائية.
ويقول مسؤول الإعلام بالمبادرة الشعبية الفلسطينية وديع العلي إن سكان المخيم منقسمون حول ما يجري من أحداث، مشيرا إلى أنهم بطبيعة الحال يتبعون لهذا الفصيل أو ذاك بحسب أهوائهم السياسية.
ويرى العلي أنه بعد الاشتباكات التي يشهدها المخيم منذ أيام، فإن الجميع مستاء من الوضع الحالي لأنه بات يهدد الاستقرار ووجود المخيم كله.
وتمنى العلي اعتقال المخالفين أو المطلوبين بعمليات أمنية محدودة، وليس من خلال اشتباكات مسلحة يدفع الناس ثمنها من أرواحهم وأرزاقهم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة