لاقت مرشحة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان -في مستهل الحملة الانتخابية للدورة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية- انتقادات واسعة من منافسيها وكذلك من إسرائيل، بسبب
تصريحات اعتبرت فيها أن فرنسا ليست مسؤولة عن ترحيل آلاف اليهود منها إلى معسكرات اعتقال نازية خلال الحرب العالمية الثانية.
وقالت لوبان خلال برنامج تلفزيوني أمس إنها لا تعتقد أن فرنسا مسؤولة عن حملة أسفرت عن توقيف جماعي لأكثر من 13 ألف يهودي في يوليو/تموز 1942، جرى احتجازهم في ملعب رياضي في باريس قبل ترحيلهم إلى معسكر “أوشفيتز” في بولونيا.
واعتبرت لوبان أن السلطة التي كانت قائمة وقتها والمتعاونة مع الاحتلال الألماني لم تكن تمثل فرنسا. ويتناقض هذا الموقف مع مواقف عبّر عنها رؤساء فرنسيون بينهم جاك شيراك وفرانسوا هولاند.
ومساء أمس أصدرت لوبان بيانا قالت فيه إنها تعتبر أن الدولة الفرنسية كانت في المنفى في لندن خلال الاحتلال، وأن موقفها لا يبرئ الفرنسيين الذين كان لهم دور في تلك الحملة التي وصفتها بالبشعة، وفي كل الفظائع التي ارتكبت خلال تلك الفترة.
ورغم ذلك سارع المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون إلى التنديد بما سماه الوجه الحقيقي لليمين المتطرف، وقال في مقابلة مع تلفزيون “بي أف أم” الفرنسي إنها مارين ووالدها جان ماري لوبان (الزعيم السابق للجبهة الوطنية) لم يتغيرا، وأضاف أنه يجب عدم التهوين مما تمثل الجبهة اليوم في فرنسا.
كما قال المرشح الاشتراكي بنوا آمون إن مرشحة اليمين المتطرف تعدّل التاريخ على هواها، مضيفا أنه لم يعد هناك شك في انتمائها لليمين المتطرف.
أما النائب عن حزب الجمهوريين كريستيان إستروسي، فاتّهم مارين لوبان بأنها على غرار والدها تنكر المحرقة اليهودية بيد النازيين.
على الصعيد الخارجي نددت إسرائيل بتصريحات لوبان ووصفتها بالمنافية للحقيقة التاريخية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إن رؤساء فرنسيين اعترفوا بمسؤولية بلادهم عن مصير اليهود الفرنسيين الذين قضوا في محارق النازيين، وعبرت عن أسفها لأن “معادة السامية تطل برأسها من جديد اليوم”، كما نددت جمعيات يهودية في فرنسا بتصريحات مارين لوبن.
ووفق استطلاع للرأي نشر اليوم فإن لوبان ستتصدر الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة في 23 من الشهر الحالي بنسبة 24% من الأصوات، يليها ماكرون (23%) ومرشح الجمهوريين فرانسوا فيون (19%)، في حين يرجح الاستطلاع فوز ماكرون في الدورة الثانية في السابع من مايو/أيار القادم بنسبة 62% مقابل 38% للوبان.
وكالات