مثّل التمسك بحل الدولتين بوصفه وسيلة وحيدة لإنهاء النزاع في الشرق الأوسط، والتنديد بسياسة الاستيطان الإسرائيلية، قاسما مشتركا بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وضيفها الرئيس
الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمر صحفي عقداه ظهر الجمعة بدائرة المستشارية الألمانية في برلين.
وقالت ميركل إن إقامة دولة فلسطينية “مسالمة” إلى جانب إسرائيل تمثل أفضل طريق لإنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم كل الانتكاسات في مفاوضات السلام.
وأكدت عدم وجود بديل معقول لحل الدولتين، وذكرت أنها كررت عدة مرات أن توسيع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية مخالف للقانون الدولي، ويؤدي إلى تآكل حل الدولتين.
من جانبه، أكد عباس تمسك الفلسطينيين بهدفهم وهو إقامة دولة فلسطينية مسالمة بجوار إسرائيل، بوصفه وسيلة للوصول إلى سلام عادل بالمنطقة، ورأى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب الدعوة لإنهاء الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة، مضيفا أن الفلسطينيين لا يستطيعون الحركة بحرية أو بناء حجر أو زرع شجرة على 60% من أراضيهم.
واستبق الرئيس الفلسطيني -الذي وصل الخميس الماضي إلى برلين في زيارة بروتوكولية- لقاءه ميركل بالإعلان خلال مقابلة تلفزيونية أنه والوفد المرافق له سيطالبون المستشارة الألمانية بحذو حذو السويد والفاتيكان بالاعتراف بدولة فلسطين، لكن المؤتمر الصحفي لعباس وميركل لم يتضمن أي إشارة لذلك.
ورجح المحلل السياسي عارف حجاج تلقي عباس إشارة من مضيفته الألمانية أثناء المباحثات بأن الوقت لم يحن بعد لاعتراف برلين رسميا بدولة فلسطين.
وقال حجاج إن عدم تجاوب ميركل خلال المؤتمر الصحفي مع تمني عباس قبل لقائهما، كان متوقعا خلال مثل هذه الزيارة البروتوكولية للرئيس الفلسطيني.
وذكر أن برلين تحرص دائما على التنسيق مع شركائها الأوروبيين قبل أي خطوة بملف تراه شائكا كالقضية الفلسطينية.
وامتدحت المستشارة أنجيلا ميركل خلال مؤتمرها مع عباس مساعي السلطة الفلسطينية لإقامة مؤسسات لدولتها القادمة، وانتقدت في الوقت نفسه تنديد الفلسطينيين بإسرائيل في المحافل الدولية، مبينة “أنه خطأ ويتنافى مع رغبتهم في تحقيق السلام”.
وحذرت ميركل “الإسرائيليين الداعين لضم مزيد من الأراضي الفلسطينية لإدراك أنه “لن يمكن عبر هذا الطريق الاحتفاظ بإسرائيل على المدى الطويل كدولة ديمقراطية”.
ودعا الرئيس الفلسطيني في كلمة ألقاها مساء الخميس الماضي بوقفية كونراد أديناور للدراسات السياسية، التابعة للحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم؛ لتطوير الموقف الأوروبي الذي يعدّ المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية، إلى مقاطعة للمنتجات القادمة من هذه المستوطنات للأسواق الأوروبية.
وطالب قيادي بارز بالحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم -الذي تتزعمه ميركل- عباس خلال وجوده ببرلين بالإعلان سريعا عن اسم خليفته برئاسة السلطة الفلسطينية، وقال رودريش كيزا فيتر ممثل الحزب المسيحي بلجنة الخارجية بالبرلمان الألماني إن تحديد هذا الخليفة ضروري لتجنب حدوث فراغ خطير بالسلطة في حال غياب عباس.
ورأى كيزا فيتر أن القيادي بحركة فتح مروان البرغوثي يمثل خليفة محتملا لعباس، وذكر أن البرغوثي المسجون لدى إسرائيل يتمتع بتأييد واسع بين الفلسطينيين، وبإمكانه تحقيق مصالحة بين حركتي فتح وحماس.
وفي مقابل زيارة عباس، دعا السفير الإسرائيلي في برلين ياكوف هداس هندلسمان -في مقابلة مع صحيفة نورد فيست الألمانية- الفلسطينيين للعودة دون شروط مسبقة لمائدة المفاوضات، والاعتراف بإسرائيل كوطن قومي لليهود.
الجزيرة