حذرت صنداي تايمز البريطانية أوروبا من التسرع في الاحتفال بهزيمة اليمين “المتطرف” بـ هولندا، وقالت إنه إذا لم ينفذ الاتحاد الأوروبي إصلاحات “باتت ضرورية” فإنه سيموت لا محالة.
وأوضحت بافتتاحية لها اليوم أن هزيمة حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف بقيادة خيرت فيلدرز تعود بشكل كبير إلى الانقسامات الحزبية بالنظام السياسي الهولندي، وأنه لا يثبت ازدياد ثقة الناخبين في أحزاب الوسط، مشيرة إلى أن هذا الحزب حقق المرتبة الثانية بين جميع الأحزاب.
وأضافت أن الأوروبيين الذين يعنيهم الأمر لن تكتمل أسباب الاحتفال لديهم إلا بهزيمة حزب الجبهة الوطنية بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، وإعادة انتخاب تحالف لأحزاب الوسط بقيادة أنجيلا ميركل بـ ألمانيا الخريف القادم.
وحذرت الصحيفة قادة أوروبا من أنهم سيرتكبون خطأ كبيرا إذا استنتجوا أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجرد أمثلة على خصوصية الأنجلوساكسون وأن ناخبيهم راضون بواقع الحال.
وقالت أيضا إن معدل البطالة العالي بأوروبا، وعدم تحسن مستويات المعيشة، وقلق المواطنين جراء العولمة، واختفاء الصناعات والوظائف التقليدية، والتأثير الضار لمنطقة اليورو، أسباب كافية لرفض الناخبين الوضع الراهن.
ودعت الصحيفة الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بأنه لا توجد نخبة بعيدة من الواقع أكثر من نخبته. وأوردت أمثلة على ذلك بتعامل الاتحاد مع بريطانيا بشأن فتح حدودها للعمال الأوروبيين، قائلة إنه أحد الأسباب لتصويت الناخبين البريطانيين للخروج من الاتحاد.
وقالت كذلك إن سياسة المستشارة الألمانية التي فتحت الأبواب للاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط “مغامرة كبرى” وهي واحدة من الأمثلة على بعد النخبة الأوروبية من الواقع.
واختتمت بقولها: إذا فشلت أوروبا في مواجهة التحدي فمن الصعب الاطمئنان على أن الاتحاد الأوروبي سيكون موجودا خلال العشرين عاما المقبلة.
تايمز