صفقة الصواريخ الروسية التركية تنذر بتوتر الأخيرة مع الناتو

هيئة التحريرآخر تحديث :
ffferijeruj

ffferijeruj

تحث تركيا الخطى لامتلاك صواريخ أس 400 الروسية المضادة للطيران لتحسين قدرات دفاعها الجوي، وعينها على ردود أفعال حلفائها الغربيين، خاصة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي

 تعد تركيا من أعضائه الرئيسيين.

فيوم الأربعاء الماضي، أعلن وزير الدفاع التركي فكري إشيق أن بلاده أحرزت تقدما في مباحثاتها المستمرة لشراء المنظومة بعيدة المدى من روسيا، بالتزامن مع أنباء مماثلة حول التقدم في المباحثات وردت من موسكو.
ووفقا لوسائل إعلام تركية وروسية، فإن البلدين يبحثان الآن تفاصيل السعر وآليات تمويل الصفقة التي جرت مناقشتها خلال لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الروسية موسكو في العاشر من مارس/آذار الجاري.
ورغم إعلان الوزير إشيق أن بلاده لن تدمج الصواريخ الروسية في منظومة دفاعها التابعة للناتو، فإن التوقعات تسود في تركيا بأن تثير الصفقة غضب الحلف الذي يعتبر السلاح الروسي تهديدا لمنظوماته العسكرية ووجوده في المنطقة.
تبعات
ووصف الخبير التركي في الشؤون الأمنية مراد يشلتاش توجه بلاده لامتلاك منظومة الصواريخ الروسية بــ “الخيار الإستراتيجي الذي تترتب عليه تبعات ونتائج إستراتيجية” تتعلق بإمكانات الدفاع الجوي التركية.

يشلتاش توقع أن تقود الصفقة إلى مشاكل كبيرة بين تركيا والناتو (الجزيرة)
وقال يشلتاش لـ الجزيرة نت إن تركيا وبحكم موقعها القريب من مناطق الحروب تملك خيارين أمنيين، فإما أن تستخدم منظومة دفاع الناتو وهو مسعى لم يتحقق، أو أن تمتلك نظاما جويا خاصا بها وهو ما تسعى له من خلال صفقة الــ “أس-400”.
لكنه توقع أن يقود إتمام الصفقة إلى “مشاكل كبيرة” بين تركيا والناتو الذي يرى في روسيا دولة ذات سياسة توسعية.
وأشار يشلتاش إلى أن الصفقة العسكرية تخضع بالنهاية للقرار السياسي، وقال “في حال تحسنت علاقات تركيا مع الولايات المتحدة والناتو خاصة في الملف السوري وموضوع حزب العمال الكردستاني قد تلغى الصفقة، أما إذا استمر التنافر في العلاقات فالصفقة سوف تتم”.
وسبق لضغوط غربية أن أجهضت مساعي تركية لامتلاك منظومة صواريخ “HQ 9” صينية الصنع، حيث تعثرت مباحثات أنقرة مع بكين لإتمام الصفقة بقيمة ثلاثة مليارات دولار في مراحلها الأخيرة.
وقال يشلتاش إن توجه تركيا للصواريخ الروسية يرتبط أيضا بتأثر مصالحها جراء تراجع علاقاتها بالغرب، مؤكدا أن تطوير أنقرة لعلاقاتها مع موسكو الحاضرة في قضايا المنطقة سيمنحها قدرة على الاستفادة من الضغط الروسي على الدول الغربية الأمر الذي سيمنح صفقة الصواريخ بعدا سياسيا، ولا يحصرها في الجانب الأمني أو التقني.
حاجة لا رسالة
من جهة أخرى، اعتبر أفق أولتاش الباحث في السياسة الخارجية بمركز ستا التركي للدراسات أن حاجة تركيا الماسة لمنظومة الدفاع الجوي دفعتها للبحث عن البديل لمنظومة دفاع الناتو الجوية.
وأوضح أولتاش أن أنقرة لا تريد شراء نظام الدفاع الجوي فحسب، بل المشاركة في إنتاجه وتطويره، وهو الأمر الذي لم يفسح الحلف المجال لها لتحقيقه.

وتوقع أولتاش في حديثه للجزيرة نت أن تتسبب الصفقة العسكرية الأكبر بين البلدين بــ “مشاكل” مع دول الحلف غير الراضية عن مباحثاتها، رغم أنها ما زالت في طور البحث عن طرق التمويل وآليات الدمج بمنظومات الدفاع الجوي بتركيا.
وأبدت تركيا أكثر من مرة انزعاجها من بطء إجراءات تشغيل منظومة “باتريوت” للدفاع الجوي التي يوفرها الناتو لدوله، رغم نشر المنظومة على الأراضي التركية عام 2012، وتفاقم الإحساس التركي بــ “خذلان” الحلف بالتزامن مع سحب القوات الأميركية لإحدى وحدات الباتريوت في أغسطس/آب 2015.
وأكد أولتاش أن سعي أنقرة وراء “أس 400” لا يحمل أي دلالات أو رسائل سياسية، لكونه حاجة أمنية وعسكرية لنظام دفاع جوي حاسم وفاعل لدى بلاده.
وتروج الصناعات العسكرية الروسية لمنظومة الصواريخ بالقول إنها قادرة على إسقاط جميع أنواع القاذفات والمقاتلات الحربية بما فيها طائرة الشبح الأميركية، والطائرات بلا طيار الصغيرة والكبيرة.
كما تستطيع رصد واعتراض الصواريخ المجنحة على مسافة تصل إلى أربعمئة كيلومتر، وإسقاط الصواريخ البالستية خارقة السرعة على ارتفاع يصل ثلاثين كيلومترا.

الجزيرة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة