يأمل مهندس معماري روسي في تحقيق حلمه وهو ناطحة سحاب قادرة على فلترة الهواء الملوث. لكن هل الأمر مجرد حلم؟ هذا ما سبرت بي بي سي الروسية أغواره.
يقول
أليكسي عمروف المهندس المعماري الروسي البالغ من العمر 31 عاما والذي يقف وراء فكرة ناطحة السحاب “عندما قرأت خبرا عن أولئك الذين يبيعون الأكسجين في عبوات في مدن صينية، أدركت أنه في وقت ما بأوائل عام 2025 سوف يتحقق مشروعي”.
ويعيش عمروف، الذي يقول إن بوسع ناطحة السحاب تلك تنظيف الهواء المحيط، في مدينة خاباروفسك الروسية على الحدود مع الصين. ويقول إن مشروعه، ناطحة السحاب المرشحة العملاقة، تبدو أشبه بشجرة هائلة، وأنها يمكن أن تمتص الهواء الملوث في المدينة وتقوم بتنقيته.
وليس عمروف وحده الذي يرغب في تشييد المباني التي تمتص الهواء الملوث.
فقد جذبت هذه الفكرة العديد من المهندسين المعماريين لاستخدام المواد والأجهزة التي يمكن أن تلعب دورا في إزالة الشوائب لتحسين الهواء الذي نتنفسه.
وأحد هؤلاء هو المصمم الهولندي دان روزغاردي الذي أقام أبراجا في مدن مثل بكين، والتي وصفت بأنها مرشحة للشوائب في الهواء.
ولم يتوقف المهندسون المعماريون عن المحاولة رغم حقيقة عدم وجود دليل جدي على أن هذه المنشآت تحدث تأثيرا كبيرا في مستويات التلوث.
تصور للكيفية التي يمكن أن يبدو بها المرشح العملاق في نيويورك
عندما بدأ عمروف في التفكير في المشاركة بمشروعه في مسابقة معمارية دولية، كان يعرف ما يريد أن يركز عليه.
وقال “بعد تقييم الوضع في العالم وقراءة بعض الإحصائيات اخترت تلوث الهواء لأنني أعتقد أنه أمر مهم حقا”.
وأضاف قائلا “تعاني كل المدن الكبيرة في العالم من هذه المشكلة، والأمر يزداد سوءا.. فهناك الحرارة المرتفعة، والهواء الملوث، والمعادن في الهواء، ومستويات مفرطة من ثاني أكسيد الكربون. لذلك حاولت حل المشكلة بطريقتي، وهي الهندسة المعمارية، وعلى نحو ما التكنولوجيا”.
وتتكون المرشحة العملاقة من هيكل وغطاء ذي مسام وأنابيب طويلة بداخلها مرشحات. وتقوم رؤية المصمم على امتصاص الهواء في الأنابيب وتنظيفه وتبريده، بينما يتم فصل المواد الضارة حيث تتراكم في المستويات الأدنى من المبنى لإعادة تدويرها.
وفي عام 2014، أرسل عمروف مشروعه لمسابقة معمارية دولية نظمتها إحدى المجلات. وقال إن مشروعه لم يدخل التصفية الأخيرة التي ضمت 3 مشروعات، ولكن لجنة التحكيم اعتبرت فكرته مثيرة للاهتمام.
وبدت مشاريع ناطحة السحاب الأخرى في المسابقة رائعة ومستقبلية، ولكنها كانت جميعها تقليدية تحوي المكاتب والشقق والمحلات التجارية. وكان تصميم عمروف هو الوحيد بدون شقق أو مكاتب، وإنما مجرد مرشح عملاق للهواء.
وعلى الرغم من افتقاده للدليل إلا أن عمروف مقتنع بأن ناطحة السحاب المرشحة هي المستقبل.
عمروف يعتقد أنه سيتم تبني مشروعه في غضون عقد
وقال عمروف “أعلم أنه يبدو مشروعا مستقبليا، لكن من الناحية الفنية يمكن تحقيق مشروعي جزئيا الآن، فقد تطورت التكنولوجيا عن الوقت الذي أصدرته فيه عام 2014. فهناك الطباعة ثلاثية الأبعاد، والطائرات المسيرة، والروبوتات المستخدمة في البناء. ويبدو لي أن أهمية المشروع تزداد تدريجيا كما يزداد قبوله تدريجيا أيضا”.
ويقر عمروف بأن تجميع كل الأنابيب دون مساعدة من الطائرات المسيرة سيكون أصعب وأكثر تكلفة.
ومازال أليكسي عمروف يأمل أن تقوم شركة دولية كبيرة في نهاية المطاف بتطوير مشروعه والبدء في بناء المرشحات العملاقة في مدن مثل دلهي وبكين وموسكو.
وحتى لو لم يتحقق حلم عمروف فإنه يمكن لمثل هذه التصاميم، وغيرها مما يسمى بأبراج امتصاص الهواء الملوث، المساعدة في رفع مستوى الوعي بتلوث الهواء، حتى لو كانت تفعل القليل للحد منه.
هذا الموضوع ضمن موسم تلوث الهواء الذي أطلقته بي بي سي في 6 مارس/آذار 2017 ويستمر أسبوعا.
بي بي سي