لم يحز اتهام مراقب الدولة في إسرائيل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة جيش الاحتلال “بالإخفاق” في الاستعداد للحرب على غزة صيف العام 2014، على اهتمام كبير من الجرحى وأهالي الشهداء
وأصحاب البيوت المدمرة، باستثناء أنهم اعتبروه بمثابة دليل على انتصار المقاومة الفلسطينية، وهو ما يضمد بعض جراحهم الغائرة.
ورأى عدد من ضحايا العدوان الإسرائيلي في أحاديث منفصلة للجزيرة نت، أن تقرير مراقب الدولة يزيد من عزيمتهم وإصرارهم على دعم المقاومة، ويواسي أحزانهم بفقدان أقاربهم أو منازلهم.
الشاب فهيم حسنين (31 عاما) لم يجد الكثير من العبارات للتعبير عما ورد في التقرير، فهو حتى اليوم يتنقل من بيت لآخر، ولم يعد إلى منزل عائلته الذي دمره الاحتلال خلال العدوان للمرة الثانية، بعدما هدمه عام 2004.
ويؤكد حسنين أن الفلسطينيين المدمرة منازلهم وأهالي الشهداء والجرحى لديهم قناعة كاملة بأن كل ما يرتكبه الاحتلال من جرائم ووحشية هو دون أي مبررات أو مراعاة للاعتبارات الإنسانية.
ويعتبر أن تأكيد مراقب الدولة على فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه يزيد الإصرار لدى الشعب الفلسطيني على دعم المقاومة بما يستطيع ويقوي من إرادته، رغم استشهاد وجرح الآلاف.
من جانبه، يقول مراد قنوع -شقيق شريف قنوع الذي استشهد خلال الحرب- إن إعلان فشل الاحتلال في ضرب أنفاق المقاومة بغزة، منحه شعورا بأن دماء شقيقه لم تذهب هدرا، وأن الاحتلال تألم كما تألم الفلسطينيون خلال العدوان.
ويضيف “عندما يشن الاحتلال حربا همجية ووحشية ويسقط آلاف الشهداء والجرحى ويدمر آلاف المنازل دون أن يحقق أهدافه، فهذا يعزي أهالي الشهداء رغم مصابهم الجلل”.
وتعطي مثل هذه التقارير التي تتحدث عن إخفاقات جيش الاحتلال -بحسب قنوع- إشارات إلى أن تضحيات أهالي الشهداء والجرحى لم تذهب هدرا، ويعرب عن أمله في استمرار المقاومة على هذا النهج والإعداد لمواجهة الاحتلال.
أما الشاب حسن مهنا (28 عاما) الذي أصيب بشلل نصفي جراء العدوان، فيعبر عن أمله في أن يشكل التقرير ضغطا على الاحتلال حتى يخفف الحصار المفروض على غزة.
ويعتبر أن إعلان فشل الاحتلال يزيد من عزيمة الشعب الفلسطيني، ويشكل مواساة لأحزان ضحايا الحرب وكافة الفلسطينيين الذين واجهوا تلك الأيام العصيبة، مؤكدا ثقته في المقاومة التي لم تدخر جهدا في إيلام الاحتلال طوال فترة العدوان.
وورد في تقرير مراقب الدولة الذي بدأ إعداده في سبتمبر/أيلول 2014 ونشر مؤخرا، أن المؤسستين السياسية والعسكرية الإسرائيليتين كانتا على علم بتهديد الأنفاق، لكنهما لم تتخذا الإجراءات الكافية لمواجهة هذا التهديد.
وبحسب التقرير فإن نتنياهو ووزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون أخفيا معلومات أساسية عن المجلس الوزاري المصغر، كما تأخر الجيش في التعامل مع الأنفاق التي اخترق نصفها الحدود ووصلت إلى إسرائيل، ولم ينجح الاحتلال في تدمير نصف هذه الأنفاق.
وفي 7 يوليو/تموز 2014، شنت إسرائيل حربا على غزة استمرت 51 يوماً، وأدت إلى استشهاد 2322 فلسطينيا وإصابة 11 ألفا. وحسب إحصائية لوزارة الأشغال فإن عدد الوحدات السكنية المهدمة كليا بلغت 12 ألف وحدة، بينما بلغ عدد المهدمة جزئيا 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن.
الجزيرة