قال عمال إنقاذ والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية نفذتها طائرات حربية سورية أو روسية تسببت في إستشهاد 26 شخصا على الأقل معظمهم من تلاميذ المدارس في قرية بمحافظة إدلب
التي تسيطر عليها المعارضة أمس الأربعاء.
وقالت شبكة الدفاع المدني السوري في صفحتها على فيسبوك إن الضربات أصابت منطقة سكنية ومدرسة في قرية حاس.
ونسب تقرير للتلفزيون الرسمي إلى مصدر عسكري القول إن عددا من المتشددين قتلوا عندما استهدفت مواقعهم في حاس لكن التقرير لم يأت على ذكر مدرسة.
وقالت شبكة الدفاع المدني التي تعمل في مناطق تسيطر عليها المعارضة إن نحو 20 من الشهداء أطفال.
وأظهرت صور التقطت لمسرح الحادث مباني تحولت جدرانها إلى أنقاض بينها ما يبدو أنها المدرسة التي انقلبت كراسيها وطاولاتها وغطاها الغبار.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات الحربية ضربت عدة مواقع في حاس بينها مدرسة ابتدائية ومتوسطة فقتلت مدرسا على الأقل إلى جانب الأطفال.
وأثار ارتفاع عدد الشهداء جراء غارات الجيش السوري والقوات الروسية على المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة المعارضة انتقادات من الدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان.
وأوضح ناشط في مركز إدلب الإعلامي المعارض أن «أحد الصواريخ سقط على مدخل المدرسة اثناء خروج التلاميذ منها إلى منازلهم بعدما قررت إدارة المدرسة إغلاقها نتيجة الغارات التي استهدفت القرية».
وأظهرت صورة تناقلها ناشطون من محافظة إدلب يد طفل مقطوعة تمسك بحقيبة مدرسية بين الركام.
جاء ذلك فيما قالت تركيا أمس الأربعاء إنها ستواصل هجومها العسكري في سوريا إلى أن يخرج تنظيم «الدولة» من مدينة الباب رغم تحذير قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد ووقوع هجوم بطائرة هليكوبتر ضد معارضين تدعمهم تركيا.
وحذرت القوات الموالية للأسد تركيا أمس الأربعاء من أي تقدم باتجاه مواقعها في شمال وشرق حلب قائلة إن أي تقدم سيتم التعامل معه «بحزم وقوة».
جاء ذلك على لسان قائد العمليات الميدانية للقوات الموالية لدمشق خلال جولة على جبهات القتال في شمال حلب في تصريح مكتوب.
وقال القائد الذي لم يكشف عن اسمه أو جنسيته أو انتمائه إن أي تقدم سيمثل «تجاوزا للخطوط الحمراء».
وتابع قائلا «إننا لن نسمح لأي كان بالتذرع بقتاله لتنظيم داعش (الدولة الإسلامية) للتمادي ومحاولة الاقتراب من دفاعات قوات الحلفاء».
ويضم التحالف الذي يقاتل دعما للأسد جماعة حزب الله اللبنانية ومقاتلين عراقيين والحرس الثوري الإيراني.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد مما قال الجيش التركي إنه هجوم ببراميل متفجرة أسقطتها طائرة هليكوبتر سورية على المعارضة المدعومة من أنقرة.
وقال وزير خارجية تركيا مولود شاويش أوغلو في مؤتمر صحافي في العاصمة التركية أنقرة «هذا النوع من الهجمات لن يوقف قتالنا ضد داعش».
وأضاف «العملية ستستمر إلى أن تصل إلى (مدينة) الباب هناك ضرورة لاستمرار العملية وستستمر».
وذكر الجيش التركي في بيان أن طائرة هليكوبتر «يفترض أنها تابعة لقوات النظام» قصفت المقاتلين في قرية قرب بلدة أخترين التي تقع على بعد خمسة كيلومترات جنوب شرقي دابق. وهذا هو أول اشتباك مباشر فيما يبدو مع القوات السورية منذ أن توغلت تركيا في شمال سوريا في آب/ أغسطس.
وسيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» المعروفة باسم «قسد» على قرية تل المضيق في ريف حلب الشمالي بعد مواجهات مع مقاتلي «الجيش السوري الحر» أمس الأربعاء.
وقال قائد عسكري في قوات سوريا الديمقراطية إن « قوات سوريا الديمقراطية سيطرت ظهر اليوم (أمس) على قرية تل المضيق التي سيطر عليها مسلحو درع الفرات أمس (أمس الأول) بعد طرد مقاتلي تنظيم داعش».
من جانبه قال مصدر إعلامي من «لواء السلطان مراد» أحد فصائل «قوات درع الفرات» إن «سيطرة مرتزقة «قسد» على قرية تل المضيق جاء بعد تعرض قوات الجيش السوري الحر لقصف من طائرات النظام الحربية والمروحية الأمر الذي دفعهم للانسحاب من القرية».
واتهم المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته «هناك تحالف واضح بين النظام وقوات سوريا الديمقراطية ضد الثوار الذين يسعون لتحرير أرضهم من تنظيم داعش، وأن ما نشاهده من تصريحات لمسؤولين في قوات قسد ضد النظام ما هي إلا كذب وما جرى أمس واليوم دليل على تحالفهم».