بقلم:صدقة يحي فاضل
اختلطت الأوراق في الأزمة السياسية السورية الحادة، التي بدأت كثورة شعبية ضد نظام ديكتاتوري دموي ثم سرعان ما تحولت إلى صراع إقليمي، عندما وقفت قوى إقليمية بجانب النظام الأسدي، بينما وقفت أخرى
بجانب الثوار ثم أصبحت الأزمة أيضا عبارة عن صراع عالمي بوقوف روسيا والصين مع النظام الأسدي، وأمريكا وحلف (الناتو) مع الثوار ممثلين في (الائتلاف الوطني السوري والجيش الحر .
وما زال الشعب السوري هو من يعاني، وتزداد معاناته القاسية مع كل تعقيد في هذه الأزمة، ويبدو (من الواقع المأساوي الذي أخذ يسود الآن على الأرض) أن النظام الأسدي يتنفس الصعداء نتيجة تفوق عسكري نسبي على المعارضة السورية المسلحة. وهذه النتيجة تعود (في الحقيقة) إلى عامل رئيس هام، هو تراخي الدعم الأمريكي والغربي للمعارضة السورية لأسباب لا تزال غير واضحة تماما للمراقبين، حيث إن غالبيتهم يرون أن دخول (الإسلاميين) لساحة هذا الصراع ضد النظام الأسدي قد يكون السبب الرئيس في تردد وتراخي الدعم الغربي في الوقت الذي يتصاعد فيه الدعم الروسي لنظام بشار. بل إن هذا الدخول الذي يتصف (كالعادة) بالعشوائية والرغبة في القتل على أساس الهوية والمذهب ثم تأسيس فوضى جديدة قد ساهم في تراجع التأييد الشعبي السوري للمعارضة السورية المسلحة. وجير ذلك التأييد الشعبي لنظام الأسد باعتبار أنه يقاتل (إرهابيين) على حد زعمه !. وهكذا، نرى أن تدخل القوى الإسلامية غير المحمود (بما في ذلك ميليشيات حزب الله) غالبا ما يغير مسار الأحداث لغير صالح العرب والمسلمين.
ترى، متى يهتدي هؤلاء إلى الصراط المستقيم وللوسطية والاعتدال وللاتزان والحكمة حتى يكون لـ(تضحياتهم) مردود إيجابي لهم ولأمتهم ؟!.