يتوقع أن يكون الملف السوري حاضرا بقوة في قمة قادة دول مجموعة الثماني التي تنطلق الاثنين في إيرلندا الشمالية، في وقت عبرت فيه الولايات المتحدة عن رفضها إقامة منطقة حظر جوي في سوريا رغم
تغيير موقفها في اتجاه توفير الدعم العسكري للمعارضة المسلحة هناك. وتمهيدا لتلك القمة تحدث الرئيس الأميركي أوباما أمس الجمعة عبر الفيديو مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون ومستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل ورئيس وزراء إيطاليا إنريكو ليتا، وتبادل معهم وجهات النظر على نحوٍ مكثف بشأن مواضيع القمة ولا سيما الأزمة في سوريا.
وعلى هامش أعمال تلك القمة يتوقع أن يلتقي الرئيس أوباما بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وذلك في أول لقاء من نوعه بين الطرفين منذ عام.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي إن الرئيس أوباما سيقدم “كل أدلته” إلى بوتين بشأن استخدام نظام الرئيس بشار الأسد أسلحة كيمياوية ضد المعارضة، وسيشرح له “الأسباب التي تجعلنا واثقين إلى هذه الدرجة” و”التقييم الذي كشفه البيت الأبيض حول استخدام الأسلحة الكيمياوية”.
وأكدت المتحدثة أن “هذا التقييم جرى بواسطة العديد من قنوات المعلومات المستقلة”. وفي وقت سابق الجمعة، تباحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عبر الهاتف مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في الأدلة التي حصلت عليها واشنطن وتثبت استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية ضد معارضين له. كما تباحث الوزيران في مؤتمر جنيف-2 الدولي المقرر عقده سعيا إلى حل سلمي للنزاع في سوريا، كما أفاد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية.
رفض الحظر:
في غضون ذلك رفض البيت الأبيض فكرة فرض منطقة حظر جوي في سوريا لمساعدة مقاتلي المعارضة، وأوردت وسائل إعلام أميركية أن وزارة الدفاع (البنتاغون) عرضت على إدارة الرئيس أوباما إقامة منطقة حظر جوي محدودة، وخصوصا لحماية معسكرات تدريب الثوار، لكن البيت الأبيض رفضها. وقال مساعد مستشار الأمن القومي لأوباما بن رودس في مؤتمر صحفي الجمعة بالبيت الأبيض إن فرض هذه المنطقة “أكثر صعوبة وخطورة وكلفة في سوريا”. في المقابل أكد المسؤول الأميركي أنه ستكون هناك زيادة هائلة في المساعدات الأميركية لمقاتلي المعارضة في سوريا، إلا أنه رفض تقديم بيانات بأنواع المساعدات التي سيتم إرسالها أو أي جدول زمني معين بشأن موعد تسليمها.
ورجحت مصادر الجمعة أنه من المحتمل أن تتضمن الأسلحة التي سترسلها الولايات المتحدة لمقاتلي المعارضة في سوريا قذائف صاروخية ومدافع هاون، بعد أن وافق الرئيس الأميركي على تسليحهم. وصرح مصدران أمنيان أوروبيان بأن الولايات المتحدة ستعزز نوعية الأسلحة والذخيرة التي تقدمها دول إقليمية لمقاتلي المعارضة، بالإضافة إلى تقديم بعض من الأسلحة الثقيلة مثل القذائف الصاروخية. وقد يستغرق وصول أول إمدادات عسكرية ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع كحد أدنى، وسترسل هذه الإمدادات للمجموعات التي يقودها رئيس هيئة الأركان في السوري الحر اللواء سليم إدريس. وقد التقى أمس الجمعة ممثلون للدول التي تدعم المعارضة السورية في إسطنبول باللواء إدريس لمناقشة إمكان تسليح مقاتلي المعارضة.
لا للتسليح:
وتعليقا على الموقف الأميركي بتسليح المعارضة السورية، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن تسليم أسلحة للطرفين المتنازعين بسوريا لن يساعد في معالجة الوضع. واعتبر بان في حديثه للصحفيين أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع بسوريا، مضيفا أن “تسليم الجانبين مزيدا من الأسلحة لن يحسن الوضع”. وأكد بان أن “الطريق العسكري يؤدي مباشرة إلى تفكك البلاد وتصاعد التوتر الديني والطائفي”، موضحا أن الأمم المتحدة تجهد مع موسكو وواشنطن لعقد مؤتمر جنيف 2 “في أقرب وقت”.