اتهم النظام السوري اليوم الجمعة الولايات المتحدة بـ”الكذب” بشأن استخدامه للأسلحة الكيمياوية، وقال إن واشنطن تستعمل ذلك كذريعة للتدخل في سوريا. وهو موقف تشاطره فيه القيادة الروسية بقولها – على
لسان مساعد للرئيس الروسي – أن واشنطن أطلعتها على معلومات استخدام أسلحة كيمياوية، لكنه وصف هذه المعلومات بغير المقنعة. يأتي ذلك في الوقت الذي لم تستبعد بريطانيا فرض منطقة حظر جوي أو أي إجراء آخر، في حين قالت قرنسا إنه من غير المرجح إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا في الوقت الحالي بسبب معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان “إن البيت الأبيض اعتمد على معلومات ملفقة حتى يحمل الحكومة السورية مسؤولية استخدام الأسلحة الكيمياوية رغم سلسلة البيانات التي أكدت امتلاك جماعات إرهابية في سوريا لهذه الأسلحة”. واعتبر البيان أن الولايات المتحدة “تلجأ بشكل مخز إلى مبررات لقرار الرئيس باراك أوباما تسليح المعارضة السورية” واتهمها بممارسة ازدواجية في تعاملها مع “الإرهاب”.
“غير مقنعة”:
ويتطابق الموقف الروسي بهذا الشأن مع نظيره السوري، حيث قال مساعد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن واشنطن أطلعت القيادة الروسية علـى معلومات استخدام أسلحة كيمياوية بسوريا، لكنه وصف هذه المعلومات بغير المقنعة. وترافق ذلك مع تصريح لرئيس لجنة السياسة الخارجية بمجلس النواب الروسي ميخائيل مارغيلوف في حسابه على موقع تويتر قال فيها “إن المعلومات عن استخدام نظام الأسد لأسلحة كيمياوية جرى تلفيقها في نفس الإطار الذي لفقت فيه الأكاذيب بشأن أسلحة صدام حسين للدمار الشامل”. وقال مارغيلوف إن على الأمم المتحدة ألا تماطل في التحقيق بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا. وكانت واشنطن أعلنت أنها قررت تقديم السلاح للمعارضة السورية ضمن إجراءات عسكرية جديدة لدعمها. وجاء ذلك بعد تقارير قال البيت الأبيض إنها تؤكّدُ استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية ضد المعارضة بما في ذلك غاز السارين. وقد رحّب ممثل الائتلاف السوري المعارض في لندن وليد سفور، بقرار الإدارة الأميركية واعتبر أنه تطور “طال انتظاره”، معرباً عن أمله في أن يُترجم إلى واقع عملي بأسرع وقت. وقال سفور للمحطة الإذاعية الرابعة بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الجمعة “إن بلادنا تحت الاحتلال من قبل إيران وحزب الله، ونحتاج إلى رفع حظر الأسلحة فوراً وتزويد الجيش السوري الحر بأسلحة متطورة مضادة للطائرات والدبابات لردع النظام من قصف المناطق المدنية”.
ومن جهته، رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن في وقت سابق اليوم ببيان واشنطن الذي وصفه بالواضح بشأن استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية، ودعا دمشق إلى السماح للأمم المتحدة بالتحقيق ميدانيا في هذه المعلومات، مؤكدا أن استخدام أسلحة كيمياوية “غير مقبول على الإطلاق”.
تسليح المعارضة:
وعلى المستوى الأوروبي، أعلنت بريطانيا أنها تتفق مع تقييم الولايات المتحدة، لكنها قالت إنها لم تتخذ بعد قرارا بشأن تسليح المعارضة. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون لصحيفة غارديان إن بريطانيا تتقاسم التقييم الصريح من قبل الولايات المتحدة بأن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيمياوية ضد المعارضة. من جهته، أعلن متحدث باسم كاميرون الجمعة إن بريطانيا غير مستعدة بعد لتسليح المعارضة السورية لكنها لا تستبعد فرض منطقة حظر جوي أو أي إجراء آخر. ولدى سؤال المتحدث عن ما إذا كانت بريطانيا ستؤيد فرض منطقة حظر طيران؟ قال “كل الخيارات مطروحة على الطاولة”. وأضاف المسؤول البريطاني قائلا “نخوض مناقشات عاجلة مع شركائنا الدوليين”. ونقلت وكالة رويترز في وقت سابق عن دبلوماسـييْن غربيين وصفتهما بالكبيرين في تركيا قولهما إن الولايات المتحدة تدرس فرض منطقة حظر جوي محدودة من حيث الزمن والمساحة في سوريا يحتمل أن تكون بالقرب من الحدود الجنوبية مع الأردن وذلك لمساعدة المعارضة السورية هناك. أما فرنسا فقالت إنه من غير المرجح إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا في الوقت الحالي بسبب معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو للصحفيين “المشكلة مع هذا النوع من الإجراءات هو أنه لا يمكن تنفيذه بدون موافقة المجتمع الدولي”. وأضاف المسؤول الفرنسي أن هناك حاجة إلى قرار من مجلس الأمن الدولي وليس أي قرار، مشيرا إلى أنه يجب إصدار قرار بموجب الفصل السابع يجيز القيام بعمل عسكري، وأن من غير المرجح الموافقة عليه.
من جهتها، أعلنت ألمانيا أنها “أخذت علما وتحترم” القرار الأميركي بدعم مقاتلي المعارضة في سوريا عسكريا، لكنها أكدت أنها لن تسلمها أسلحة. وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفن سيبرت “لن تسلم ألمانيا أسلحة لسوريا. لا يحق لألمانيا تسليم أسلحة إلى بلد يشهد حربا أهلية”.