أعلنت بريطانيا عن اكتشاف عينات إيجابية لاستخدام قوات النظام السوري غاز السارين، وكانت الخارجية البريطانية دعت دمشق للسماح للأمم المتحدة بالتحقيق بحرية في هذه الاتهامات، وذلك بعد الاتهامات التي
وجهتها فرنسا إلى دمشق باستخدام غاز السارين السام.
فقد أعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية الأربعاء 5 يونيو/حزيران أن المملكة المتحدة لديها عينات “فيزيولوجية” تؤكد استخدام غاز السارين في سوريا على الأرجح من قبل نظام بشار الأسد.
وقال المتحدث “حصلنا على عينات فيزيولوجية من سوريا جرى فحصها” في انكلترا و”أثبتت المواد التي تم الحصول عليها من سوريا وجود غاز السارين”.
وأضاف “حسب تقديراتنا فإن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا يرجح بقوة أن يكون من فعل النظام” مشيراً إلى أن بريطانيا “ليس لديها حتى الآن دليل على استخدام المعارضة” السورية للأسلحة الكيماوية.
في الوقت ذاته بدت واشنطن حذرة في التعامل مع الموضوع، حيث رأت أن تتريث قبل اتهام أي جهة، بحسب بيان البيت الأبيض، فيما نددت اللجنة الدولية للتحقيق في الكيماوي السوري باستخدام “كميات محدودة من مواد كيماوية” في أربعة مواقع على الأقل في سوريا مابين مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين.
فاستخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية مايزال متأرجحاً في الدوائر السياسية، مابين تأكيد وتشكيك.
فباريس لديها الدليل القاطع على استخدام دمشق غاز السارين مرات عدة، بعدما أجرت اختبارات على عينات حصلت عليها من سوريا. وكشف وزير خارجيتها لوران فابيوس أن كل الخيارات مطروحة للرد، بما فيها التحركات العسكرية التي تستهدف مكان تخزين الغاز الفتاك.
التأكيد الفرنسي قابله تشكيك أميركي، حيث أوضح البيت الأبيض أنه في حاجة إلى مزيد من الأدلة للإثبات رسمياً أن “غاز السارين” تم استخدامه في سوريا.
4 مواقع استخدم فيها الكيماوي:
أما الأمم المتحدة، التي قرعت تقاريرها ناقوس الخطر من استعمال غاز السارين في ساحات المعارك والمدن، فقالت إنها اكتشفت أربع هجمات بمواد سامة في الربيع المنصرم، لكنها لم تتمكن من تحديد الطرف الذي يقف وراء هذه الهجمات.
والحوادث الأربعة وقعت في خان العسل قرب حلب والعتيبة قرب دمشق في مارس/آذار، بينما تم رصد مثلها في حي الشيخ مقصود في حلب وسراقب في أبريل/نيسان.
على صعيد آخر، دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مبيعات الأسلحة الروسية للحكومة السورية، نافياً في الوقت نفسه أن تكون موسكو قد سلمت دمشق نظام إس-300 للدفاع الجوي.
ورأى بوتين أن أي محاولة أجنبية للتدخل العسكري في سوريا محكوم عليها بالفشل وستزيد الموقف سوءاً.
يأتي هذا بعد ساعات من إعلان السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك ليال غرانت أن الدلائل تشير إلى استخدام كميات صغيرة نسبياً من الأسلحة الكيماوية من قبل النظام في سوريا، اشتملت على السارين في بعضها.
وأضاف ليل: “هناك أدلة موثوقة على استخدام كميات صغيرة من الأسلحة الكيماوية من قبل النظام في سوريا، وقد وجهت رسالة مؤخراً إلى الأمين العام للأمم المتحدة وأخطرته فيها بعدد من الحوادث التي نعتقد أنه قد استخدمت فيها الأسلحة الكيماوية”.
من جهته قال رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، في ختام القمة الأوروبية الروسية إن الحل السياسي وحده سينهي الأزمة السورية، وأكد أن دول الاتحاد الأوروبي لن تُرسل أسلحة إلى المعارضة السورية قبل انعقاد مؤتمر “جنيف 2”.
وأضاف: “نحن مقتنعون بأن الحل السياسي وحده عبر المفاوضات سيعيد السلام إلى سوريا والمنطقة. ولذلك فإن الاتحاد الأوروبي يدعم المبادرة الأميركية الروسية لعقد مؤتمر دولي. الهدف الأول لهذا المؤتمر يجب أن يكون إعادة بناء الثقة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية. ودول الاتحاد الأوروبي تعهدت بعدم إرسال أسلحة في الوقت الحاضر إلى المعارضة لإعطاء الفرصة لإنجاح هذا المؤتمر”.