أقر وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن بلاده تأخرت ببذل الجهد لإنهاء الحرب بسوريا. وفي الوقت الذي عرقلت فيه موسكو إصدار بيان من مجلس الأمن حول الأحداث بمدينة القصير، اتهمت واشنطن بعدم
ممارسة ضغوط كافية على المعارضة السورية للمشاركة بمؤتمر جنيف 2.
فمن جانبه اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الولايات المتحدة بدأت متأخرة ببذل الجهود لإنهاء الحرب في سوريا، وقال إنها تحاول منع الانهيار الكامل لهذه الدولة.
وقال كيري في مؤتمر صحفي بواشنطن أمس الاثنين “نحاول منع العنف الطائفي من جر سوريا إلى انهيار كامل وتام، تتفكك فيه إلى جيوب وتدمر مؤسسات الدولة، ويعلم الله كم سيكون عدد اللاجئين الإضافيين، وكم عدد الأبرياء الذين سيقتلون”.
روسيا تعرقل:
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن بلاده عرقلت مشروع بيان تقدمت به بريطانيا إلى مجلس الأمن حول الأحداث بمدينة القصير في سوريا.
ورأى المسؤول الروسي أن المشروع البريطاني جاء في وقت غير مناسب، معتبرا أن الجيش السوري يقوم بعمليات أمنية بالمدينة لمكافحة ما أسماه الإرهاب والعصابات المسلحة. وكشف أن مشروع البيان البريطاني يقوم على مطالبة الجيش السوري بوقف إطلاق النار من جانب واحد، ومنح ممرات لانسحاب من وصفهم بالعصابات المحاصرين ببعض أحياء المدينة.
وقال لوكاشيفيتش “مثل هذا الطرح من المستحيل أن تقبل به روسيا، ونحن أعلنا عدم موافقتنا، وتمت عرقلة مشروع البيان”، معتبرا أن المشروع البريطاني جاء في الوقت الذي ينهي فيه الجيش السوري عملية “مكافحة الإرهاب” ضد المسلحين الذين كانوا يروعون سكان المدينة.
يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعرب الأحد عن قلقه على وضع المدنيين بالقصير، وطالب بإيجاد ممرات آمنة لإخلائهم.
روسيا تتهم:
وكانت موسكو قد اتهمت واشنطن في وقت سابق الاثنين بأنها لا تمارس ضغوطا كافية على المعارضة السورية لكي تشارك في مؤتمر جنيف 2 الذي تحاول موسكو وواشنطن تنظيمه لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله “من وجهة نظرنا الولايات المتحدة لا تبذل بالتأكيد جهدا كافيا فيما يتعلق بالضغط على المعارضة السورية حتى تحضر المؤتمر الدولي” المزمع عقده في جنيف الشهر المقبل.
وأضاف المسؤول الروسي أن الولايات المتحدة “يجب ألا تسمح للمعارضة بأن تحدد مهلا وتفرض شروطا، وأهم هذه الشروط مطلب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد”.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أكد أواخر الشهر الماضي على شرطيْ رحيل الرئيس بشار الأسد ووقف الأعمال العسكرية لقوات النظام ومقاتلي حزب الله اللبناني وإيران في سوريا، من أجل المشاركة بجنيف 2.
تريث بريطاني:
وفي تطور آخر، قال وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ إن بلاده لن تبت بأمر تسليح المعارضة السورية إلا بعد جنيف 2، وأكد أن الأولوية للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وروسيا لدفع الطرفين المتحاربين لطاولة المحادثات، مشيرا إلى أنه لا يشعر “بالتفاؤل بدرجة كبيرة”.
وقال هيغ في مقابلة مع صحيفة ألمانية “القرار الخاص بتسليم أسلحة فتاكة سيعتمد على كيف ستسير هذه المفاوضات، وعلى تصرفات دول أخرى”. وأشار إلى أن الوقت لم يتأخر لتسليح مقاتلي المعارضة رغم المخاطر التي ينطوي عليها ذلك، خاصة وأنه لا تلوح بالأفق نهاية للحرب في سوريا، والتي اندلعت منذ أكثر من عامين.
وذكر الوزير البريطاني أن روسيا -وهي حليف قديم لسوريا- وافقت على أن هناك حاجة إلى حل سياسي للأزمة. لكنه تساءل عن مدى استعدادها للتأثير على الرئيس الأسد، مشيرا إلى أن الموقف يزداد سوءا بوضوح ويعرض استقرار المنطقة للخطر.