قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة أمس الأربعاء إن المنظمة الأممية تتلقى “تقارير متزايدة” عن استخدام أسلحة كيمياوية في الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين في سوريا مع تصاعد أعمال العنف هناك، مشددا على أن مسألة إنهاء الصراع في سوريا يجب أن تتصدر أولويات المجتمع الدولي.
وأبلغ مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط روبرت سيري مجلس الأمن الدولي -في إطار إفادة قدمها له خلال جلسته المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط- أن “الأمين العام بان كي مون ما زال قلقا بشدة بشأن مزاعم استخدام أسلحة كيمياوية”.
وقال سيري “وسط التقارير المتزايدة بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية، نحث الحكومة السورية مجددا على السماح باستمرار التحقيق دون مزيد من التأخير”.
وأضاف أن البعثة، التي أنشأها الأمين العام للأمم المتحدة للتحقيق في هذا الأمر، “تقوم بما يمكنها لجمع وتحليل المعلومات المتاحة”.
وتنتظر هذه البعثة -المؤلفة من فريق خبراء في الأسلحة الكيمياوية بقيادة العالم السويدي أكي سلستروم- منذ أكثر من شهر أن تسمح لها السلطات السورية بدخول أراضيها للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيمياوية. وحث الأمين العام للأمم المتحدة سوريا على السماح للخبراء بدخول البلاد دون شروط.
ويرى دبلوماسيون من الأمم المتحدة أن مفاوضات المنظمة مع سوريا بشأن دخول فريق التحقيق وصلت إلى طريق مسدود، وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى -طلب عدم الكشف عن هويته- لرويترز إن هناك “حوادث جديدة” تدل على استخدام أسلحة كيمياوية من جانب قوات حكومة الأسد منذ أبريل/نيسان الماضي، وامتنع الدبلوماسي عن الخوض في التفاصيل.
ولم يرد سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري فورا على اتصال من رويترز لطلب تعقيبه على هذا الأمر.
ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة ودبلوماسيون إن فريق التحقيق الأممي يعمل من خارج سوريا على جمع المعلومات بشأن استخدام محتمل للأسلحة الكيمياوية
الأزمة الإنسانية:
وتحدث سيري أيضا عن تدهور الأزمة الإنسانية في سوريا، حيث تعتقد الأمم المتحدة أن 80 ألف شخص على الأقل قتلوا أثناء الانتفاضة التي بدأت في مارس/آذار 2011.
وقال إن الأمين العام الأممي ما زال “منزعجا بشدة من العنف المتصاعد في سوريا، والأزمة الإنسانية تزداد سوءا، إذ يحتاج ثلث السوريين الآن لمساعدة عاجلة، وقد اقتلع واحد من بين كل أربعة أشخاص من منزله”.
وأضاف سيري “شهدنا توترات إقليمية تتصاعد بشكل خطير في حين يستمر سفك الدماء في سوريا مع عبور القتال الحدود، ووجدت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في منطقة التحديد بالجولان نفسها في طريق الخطر بشكل متزايد”.
وأعرب المبعوث الأممي عن أمل الأمم المتحدة في أن ينجح سعي الولايات المتحدة وروسيا لتنظيم مؤتمر سلام في جنيف بسويسرا يجمع أطراف الأزمة السورية، مؤكدا أن جهود المنظمة الدولية “مكرسة كلها لمساعدة السوريين في التوصل إلى حل سياسي”.