عقدت ورشة الوحدة الوطنية وتجريم الطائفية مؤتمرها الخامس اليوم الاثنين 24 مارس/ آذار في القاهرة تحت عنوان (عامان على الثورة السورية – مراجعات ومعالجات).
حضر المؤتمر عدد من الشخصيات الوطنية السورية، أثروا الحوار بأفكار واقتراحات وطروحات تخدم الثورة،
وتساهم في حل الأزمة السورية، منهم الكاتبان الناشطان فايز سارة وميشيل كيلو، والناشطون فارس الشوفي، ونجاتي طيارة، وطارق حوكان، وصبا خضور، وعبد الكريم الآغا، ورياض درار، والناشط الحقوقي ورئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا راسم الأتاسي، واللواء محمد الحاج علي وغيرهم من ناشطين وحقوقيين، بالإضافة إلى منسق الورشة الناشط والأكاديمي سقراط البعاج.
دارت فعاليات المؤتمر في ثلاث جلسات كما يلي:
الجلسة الأولى:
جرت المناقشات حول المحاور المقترحة من قبل ورشة الوحدة الوطنية وتجريم الطائفية، وسبل تفعيلها والاستفادة القصوى منها:
1- خلق العوامل الطائفية، واستغلالها في اللعبة السياسية والتحالفات الدولية والإقليمية.
2- الأفكار الانفصالية وكيفية الحفاظ على وحدة التراب السوري.
3- تجنب استطالات الأزمة السورية لدول الجوار.
4- دور منظمات المجتمع المدني في المرحلة المقبلة.
5- هياكل المصالحات الوطنية ودورها في تأمين الاستقرار.
6- الهياكل المقترحة لإدارة المرحلة الانتقالية.
الجلسة الثانية:
تم فيها الاتصال عن طريق برنامج السكايب مع أحد قيادات جبهة النصرة في سوريا أبو عبيدة المهاجر، ثم مع الشيخ أحمد الشامي بعد انقطاع الخط، وبعد ذلك تم الاتصال بالشيخ عدنان العرعور، ثم علق أعطيت مداخلة للعالم الشيعي اللبناني هاني الفحص الذي كان حاضراً في المؤتمر. وقد قامت الجزيرة مباشر بنقل للمؤتمر:
1- مكالمة “أبو عبيدة المهاجر” من جبهة النصرة:
بدأ أبو عبيدة المهاجر كلامه -بلهجة سورية واضحة بعد أن ألقى التحية على الحاضرين في المؤتمر- بتعهد قال فيه: “نتعهد بألا نعتدي على أي شخص من أي طائفة كانت في سوريا، كما سنحاسب كل إنسان من أي طائفة في محاكم عادلة”.
ثم تحدث عن الإشاعات التي يبثها النظام والمتآمرون بالتخويف من الإسلام والمسلمين، وأكد بأن هذه الإشاعات “لا صحة لها، حيث يمنعنا ديننا الحنيف من أي عمل مخالف شرع الله”.
ثم أثنى على اجتماع الإخوة العلويين وقال: “نؤيد الخطوة التي خطاها إخواننا العلويون، ونبارك لهم خطوتهم ومؤتمرهم، ونرجو أن تنقلوا هذه الرسالة إلى العلويين في الداخل، ونؤكد أننا لن نحاسب أحداً عن جرائم غيره”.
ثم انقطع الاتصال مع أبي عبيدة المهاجر فتابع الاتصال الشيخ أحمد الشامي. وقد سأله بعض الحضور عن المخاوف، مثل مستقبل المقاتلين غير السوريين في سوريا بعد التحرير، فأجاب السيد أحمد الشامي: “وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فمن يريد أن يبقى في سوريا فليبقى وله ما لنا وعليه ما علينا”. وعن سؤال آخر للأستاذ نجاتي طيارة عن الأسس القانونية التي تتم عليها المحاكم الشرعية أجاب بأن ذلك يتركه للمختصين الذين يقومون بذلك.
2- مكالمة “الشيخ عدنان العرعور”:
من خلال اتصاله مع المؤتمرين، أرسل الشيخ عدنان العرعور -بعد التحية- رسائل حول عدد من النقاط الهامة، وفيما يلي أبرز ما تكلم عنه:
“أشكر جميع الحضور على ما يبذلونه في دعم الثورة والعمل على إسقاط النظام وإيجاد قواعد متينة للتعايش ونشر السلم وتحقيق العدل.
أشكر المؤتمر وحضوره من الطائفة العلوية وأنبه الطائفة للفخ الذي نصبه النظام لهم في توريطهم بما يفعله في سوريا، والأفضل لهم -على الأقل- الوقوف على الحياد إن لم يكن الوقوف مع الثورة، والجميع يعلم بأن هذا النظام أرادها طائفية منذ البداية. والمعروف أن الكثيرين من المنتمين لحزب البعث شاركوا ويشاركون في الثورة.
النظام حاول اتهام الثورة بالتطرف واتهامنا بالطائفية ليشن حرباً إجرامية على الشعب السوري.
إن ديننا دين محبة وعدل وهناك الكثير من الآيات التي تأمر بذلك مثل: “إن الله يأمر بالعدل” إلى غير ذلك من الآيات.
الشعب السوري شعب التفاهم والحوار.. والحديث عن الإقصاء هو فعل لا يعرفه إلا هذا النظام، والظلم والبطش الإسلام منه براء، وعلينا الوقوف صفاً واحداً لمحاربة الطائفية، كما كانت الحروب الصليبية حروباً طائفية.
إن طرح القضايا للمناقشة أمر هام، وإبقاءها بدون مناقشة خطأ، ونحن كمسلمين إذا ناقشنا عقيدتهم فهذا لا يعني أننا طائفيين، إذ يدخل ذلك في باب المناقشة والمناظرة العلمية فقط.
إن إزالة الحواجز بين الطوائف ضروري، ولا تزال إلا بالحوار واستعمال اللسان، وهذه قضية ضرورية وأول من خالفها هو النظام، وهو الذي أطلق النار على المتظاهرين الذين كانوا يهتفون بحقوقهم.
وأريد أن أنوه لأمر بأن الحكم الشرعي لأصحاب الاختصاص، وليس للكتائب أن تحكم على أحد، حيث لا يجوز في دين الله الاعتداء على أحد.
إن من يثير الفتن العشائرية والقومية هو من يملك حقداً قديماً، وهنا أذكّر بالآية القرآنية: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، تعارفوا وتفاهموا وتعايشوا، ولا يؤخذ المرء بجريرة أخيه وأبيه.
ننشد بلداً تكون فيه المواطنة للجميع وأن تتوفر فيه حقوق الإنسان للجميع والحرية هي ملك للجميع. والسلام عليكم”.
3- مداخلة للعلامة الشيخ هاني الفحص:
تحدث عن قضايا هامة وخطيرة تخص الشيعة في البلدان العربية، وكذلك موقفهم من إيران، فبدأ حديثه بأنه لا يخفي بأنه شيعي.
وفيما يلي تلخيص لأهم ما جاء في حديثه:
– لم أكن أرغب بالمشاركة ولكن هناك ضرورة لتوضيح بعض الأمور، فأنا لا أريد أن أظهر أمام الشيعة خائناً، ولا أن تقولوا عني أنتم بأني خائن.
– نوري المالكي هو الذي قال بأن النظام السوري هو نظام إرهابي.
– الدولة الإيرانية هي دولة تعمل لمصالحها، فهي لا شيعية ولا إسلامية، ويجب العمل ضد المشروع الإيراني. ولا يوجد مشروع عربي للعراق وقد تركوه لقمة سائغة لإيران، حيث يوجد تواطؤ أمريكي وإيراني على العراق.
– العرب تخلوا عن لبنان وتركوه لقمة سائغة لإيران.
– مقتدى الصدر بيد الإيرانيين للأسف.
– من الضروري إدارة الاختلاف بعقل، والأكثرية السنية تحتاج لعقل بنفس قدر حصتها.
– العلاقات بين حزب الله وإيران والقاعدة أعمق مما نتصور.
– مؤتمر العلويين بإنصافهم لأنفسهم والتفريق بينهم وبين النظام، وكذلك يجب عمل نفس الشئ بإنصاف الشيعة وفصلهم عن إيران.
– هناك الكثير من الجماعات السنية في لبنان تعمل مع إيران وهم ينفذون أوامرها.
– حاول الشيعة أن يشيّعوا العلوية فتعلونوا وأخذوا جميع سلبيات العلوية.
– نريد لغة مدنية عالية.
– من يريد أن يحارب التشييع فلحقوا سلبيات وإنما يجب محاربة المشروع الإيراني.
الجلسة الثالثة:
واختتم المؤتمر بمبادرة لمعالجة الأزمة في سوريا، وجرى مناقشة المبادرة من قبل الحاضرين في المؤتمر خطوة خطوة حتى خرجوا بأفضل صيغة اتفقوا عليها، وقد اعتمدت المبادرة على ثلاث خطوات، لتنفيذها:
1- دعوة الطائفة العلوية لتشكيل وفد من المشايخ ووجهاء العشائر والمناطق للقاء مع وفد من المعارضة المتمثلة بشخصيات وطنية ودينية.
2- الاجتماع خارج سوريا أو في المناطق المحررة للاتفاق على مبادئ أساسية وخطوط عامة لحل الأزمة السورية، وتحديد المسؤولين عن المجازر وإحالتهم إلى محاكم عادلة.
3- تشكيل هيئة وطنية لوضع خطة عملية قوامها شخصيات وطنية ودينية عامة مع فريق من الخبراء والتكنوقراط استناداً إلى الأسس التي جاءت في البند الثاني.
وهذا نص المبادرة:
ورشة الوحدة الوطنية وتجريم الطائفية
المؤتمر الخامس: عامان على الثورة السورية “مراجعات ومعالجات”
القاهرة 25 آذار 2013
مبادرة لمعالجة الأزمة في سوريا
دعما للعمل السياسي السوري و بسببالتواطؤ الدولي والإقليمي لإطالة أمد معاناة الشعب السوري. ومن أجل تحقيق مصالحة وطنية شاملة لوقف نزيف الدم السائل من خاصرة الفقراء والمستضعفين من السوريين فإننا نقدم مبادرة لحل الازمة السورية بالاعتماد على أبناء الوطن فقط ودون اي تدخلات خارجية، وفيما يلي نعرض خريطة مبسطة لها :
الخطوة الأولى:
دعوة الاخوة من الطائفة العلوية لتشكيل وفد من المشايخ ووجهاءمن العشائ، اوالمناطق للقاء مع وفد من علماء الدين والوجهاء من المعارضة يمثلون ضمير وعقل الشعب الثائر والمنكل به.
الخطوة الثانية:
الاجتماع بأقصى سرعة خارج سوريا او بالمناطق المحررة البعيدة عن إرهاب النظام، للاتفاق على مبادئ أساسية لحل الأزمة، ووضع خطوط عامة تكون ملزمة لجميع الأطراف واحالة المسؤولين عن الجرائم الى محاكم عادلة أيا كان.
الخطوة الثالثة:
تشكيل هيئة وطنية قوامها شخصيات وطنية تضم رجال دين ووجهاء و خبراء من مختلفالاختصاصات والأطراف تضع خطة عملية لمعالجة الأزمة بالأستناد الى المبادئ الأساسية التي وضعت في الفقرة الثانية.
على ان يتم تصوير هذه الاجتماعات والحوارات كلها ويبث جزء منها مباشر عبر القنوات الفضائية، لكي يكون الشعب شاهد ومشارك بعملية الحل.
ورشة الوحدة الوطنية مستعدة لتقديم كل الترتيبات والمساعدة بتقريب وجهات النظر بما يضمن الحق والعدالة عندما تم الشروع بالخطوة الاولى.
والخلود لأهداف أمتنا السامية