أكد المعارض السوري هيثم المالح، رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري إن عناصر القوات النظامية اغتصبت نحو 3500 سيدة وفتاة، وأضاف لـ”الشرق الأوسط” أن نظام الرئيس بشار الأسد مستمر في ممارسة الإرهاب بحق الشعب، بينما قالت لجنة الإنقاذ الدولية إن الاغتصاب سمة مثيرة للقلق في الحرب الدائرة في سوريا.
وتابعت لجنة الإنقاذ الدولية، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، في تقرير صدر أمس بعنوان “سوريا أزمة إقليمية”، أن الاغتصاب يستخدم كسلاح في الحرب المستمرة منذ نحو 22 شهرا، وبات عاملا أساسيا وراء هروب الكثير من النساء والفتيات إلى دول مجاورة. وأضافت أن الاغتصاب “سمة هامة ومثيرة للقلق في الحرب الأهلية في سوريا”، موضحة أنه “خلال 3 تقييمات أجرتها اللجنة في لبنان والأردن وسوريا وجدت أن الاغتصاب هو السبب الرئيسي وراء فرار عائلات من البلاد”، داعية إلى معالجة هذه القضية بشكل عاجل.
ويوجد الكثير من مقاطع الفيديو على موقع الـ”يوتيوب” تنشرها المواقع السورية الثورية تظهر فيها سيدات وفتيات منقبات وملثمات حرصا على خصوصيتهن، يسردن قصص اغتصابهن وتعذيبهن بشكل جماعي من قبل عناصر قوات الحكومة السورية. وهناك بعض الفيديوهات تبث أصوات النساء وصرخاتهن عندما يتعرضن للمداهمة.
وبحسب التقرير فإن “الكثير من النساء والفتيات تحدثن عن التعرض لاعتداءات في العلن أو في منازلهن، وبشكل أساسي من قبل مسلحين. وحوادث الاغتصاب تلك، التي تكون أحيانا من قبل أكثر من شخص، غالبا ما تحدث أمام أفراد الأسرة”. وقالت اللجنة كذلك إنها أبلغت باعتداءات تم فيها خطف نساء وفتيات واغتصابهن وتعذيبهن ثم قتلهن. وأكدت أن الضحايا نادرا ما يبلغن عن العنف الجنسي بسبب “الأعراف الاجتماعية ووصمة العار التي يلحقها الاغتصاب بالنساء والفتيات وأسرهن”.
وعبرت عدد من الضحايا اللواتي قابلتهن اللجنة الدولية عن خشيتهن من التعرض للانتقام من قبل المعتدين أو للقتل على أيدي أفراد الأسرة التي “لحق بها العار”، أو أن يتم تزويجهن في سن مبكرة «للحفاظ على شرفهن»، بحسب التقرير، الذي يرى أيضا أن النساء اللواتي يهربن نتيجة للاعتداء يواجهن نقصا في الخدمات الطبية والمشورة إضافة إلى “ظروف غير آمنة في مخيمات اللاجئين ومستويات مرتفعة من العنف المنزلي”.
وقال المالح إن “نظام الأسد يمارس الإرهاب بحق الشعب السوري، حيث وصل عدد المغتصبات إلى نحو 3500 سيدة وفتاة”. كما أكد ناشط إعلامي في الثورة السورية لـ”الشرق الأوسط” في اتصال عبر “سكايب” بالإنترنت تعرض ذويهم للاغتصاب على أيدي القوات النظامية.
وتظهر بعض الاعترافات من قبل قوات الجيش السوري النظامي، عندما يقعون في الأسر من قبل الجيش الحر، قيامهم باغتصاب فتيات وسيدات من قبل قادتهم العسكريين وعناصر مرافقة لهم.