وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 73 شهيداً أمس في جمعة “اقتربت الساعة وآن الانتصار” معظمهم في دمشق وريفها وحلب وحماة. جاء هذا بعد أن قصفت قوات النظام صباح أمس الجمعة بالمدفعية وراجمات الصواريخ بلدتي تل شهاب والكرك الشرقي في درعا وكذلك بلدة موحسن في دير الزور ومعضمية الشام في ريف دمشق حسب ما أفاد ناشطون.
وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية باندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد في حي القدم بدمشق وأنباء عن إعطاب دبابة وسط قصف عنيف للحي والمناطق المجاورة له.
كما أشار اتحاد تنسيقيات الثورة إلى إطلاق نار من رشاشات ثقيلة يسمع في حي المزة بدمشق بالتزامن مع القصف على الأحياء الجنوبية من العاصمة. وفي السياق أفادت الشبكة بتدمير الثوار وقتل عناصر حاجزي الشقير (الواقع على أوتستراد دمشق-درعا) وغندور (الواقع في منطقة بورسعيد).
في غضون ذلك ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن اشتباكات عنيفة تجري بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط مدرسة المشاة المحاصرة في حلب، كما أشار إلى قصف مدفعي عنيف استهدف حي الشعار في المدينة وسقوط عدد من القذائف على الأبنية السكنية.
كما قصفت قوات النظام صباح الجمعة بالمدفعية وراجمات الصواريخ بلدتيْ تل شهاب والكرك الشرقي في درعا، وبلدة موحسن في دير الزور، ومعضمية الشام في ريف دمشق.
مظاهرات دمشق:
في غضون ذلك، خرجت مظاهرات في مناطق مختلفة من العاصمة دمشق، في جمعة أطلق عليها الناشطون “اقتربت الساعة وآن الانتصار”.
ومع عودة المظاهرات وانتشارها في معظم المدن السورية، قال ناشطون إن قوات النظام قتلت شخصا وجرحت آخرين أثناء قصفها لمظاهرة خرجت في حي القابون بدمشق.
كما بث ناشطون صورا لسيارات الأمن والشبيحة على طريق السلمية في حماة، وهي تتوجه لمحاصرة وقمع عدد من المظاهرات التي خرجت هناك.
وأفاد ناشطون سوريون بأنه سمع دوي انفجار ضخم اليوم قرب مفرزة الأمن العسكري التابعة لقوات النظام في مدينة “الشدادي” التي تقع على مسافة 60 كيلومترا جنوب مدينة الحسكة بشمال البلاد. وأكد الناشطون أن قوات النظام عززت اليوم نشر مزيد من راجمات الصواريخ والمدفعية حول دمشق وجبل قاسيون المطل على مدينة دمشق.
كما أفاد ناشطون بسيطرة الجيش السوري الحر على قاعدة الميادين العسكرية بعد معارك عنيفة، وقال مسؤول في المجلس العسكري الثوري بالمحافظة يدعى أبو ليلى لرويترز إنه بعد مرور 20 يوما وسقوط 44 شهيدا سقطت قاعدة الميادين العسكرية، وأضاف أن الريف بكامله -من الحدود العراقية على امتداد نهر الفرات إلى مدينة دير الزور- يقع الآن تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وتمثل الكتيبة والمباني المعاقل الأخيرة للنظام في مدينة الميادين.
جمعة جديدة:
ومثل كل أيام الجمعة منذ بدء الحركة الاحتجاجية في مارس/آذار 2011، دعا الناشطون المعارضون للنظام إلى التظاهر اليوم تحت شعار “اقتربت الساعة وآن الانتصار”.
وقامت قوات الأمن السوري باعتقال أربع ناشطات بعد أن خرجن بفساتين العرس في سوق مدحت باشا في قلب العاصمة دمشق. ولا تزال الناشطات -اللاتي حملن لافتات تدعو لإيقاف العمليات العسكرية معتقلات منذ الأربعاء الماضي.
وفي هذه الأثناء، أصدر مجلس القضاء السوري الحر -الذي يعمل بالتنسيق مع القيادة المشتركة للمجالس العسكرية والثورية في سوريا- مذكرة اعتقال غيابية لـ38 ضابطا طيارا في سلاح الجو التابع للنظام الحاكم.
وقال قاضي التحقيق أمين سر المجلس خالد شهاب الدين إنه قد تقرر تحريك الدعوى القائمة بحقهم التي تقدم بها تجمع المحامين السوريين الأحرار، حيث تشمل الدعوى تهما بالقتل العمد والإرهاب وتخريب وتدمير الآثار السورية. وقد بثت الجزيرة تسجيلا للقاضي شهاب الدين يتلو فيه بيان إصدار القرار، ويذكر أسماء المتهمين ومحافظاتهم والأماكن التي قصفوها.