حذرت صحيفة تايمزالبريطانية من الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون واللاجئون السوريون، والمتمثلة في مواجهتم البرد والمرض والجوع، وقالت إن ظروفهم في أماكن تشردهم داخل بلادهم أو أمكان لجوئهم في دول الجوار تقترب من حافة الكارثة الإنسانية.
وقالت الصحيفة إن ملايين السوريين الذين فروا من منازلهم جراء القصف والعنف وجدوا أنفسهم لوحدهم يواجهون ظروف الشتاء وبرده القارس، وذلك بعد أن اعترفت منظمات إغاثة بأنه لا يمكنها تقديم يد العون لهم، في ظل تزايد المخاطر في أجزاء كثيرة من سوريا.
وتتوقع وكالة الأمم المتحدة للاجئين أن يصبح أربعة ملايين من السوريين بحاجة للمساعدات الطارئة بحلول العام القادم، كما أن منظمات الإغاثة الدولية غير الحكومية باتت تتخلى عن آلاف العائلات البائسة داخل سوريا، وذلك مع تزايد المخاطر في بعض أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب، والتي أصبحت مناطق محظورة على عمال الإغاثة.
وقالت تايمز إن مفوضية شؤون اللاجئين سحبت موظفيها أيضا من المناطق التي كانت تعتبر آمنة فيما مضى، مضيفة أن منظمات الإغاثة غير الحكومية حذرت من جانبها من أن استمرار القتال من شأنه منع إمدادت الإغاثة من الوصول إلى السكان النازحين والمشردين، والذين ستكون ظروف معيشتهم أكثر قسوة في الأشهر الباردة القادمة.
أزمة إنسانية:
وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة الإنسانية للنازحين السوريين تبدو أسوأ ممما كان يعتقد سابقا، ونسبت إلى مصادر في الهلال الأحمر السوري القول إن حوالي 2.5 مليون سوري باتوا في حاجة للإغاثة الطارئة، وهو ما يشكل ضعف العدد الذي كان متوقعا من جانب منظمات الإغاثة فيما مضى.
ونسبت الصحيفة إلى ميليسا فليمينغ -كبيرة المتحدثين باسم مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة- القول إن عدد النازحين السوريين الذين يحتجاون للإغاثة الطارئة آخد بالتزايد أكثر.
وتتوقع الأمم المتحدة تزايد أعداد اللاجئيين السوريين في الدول المجاورة من 400 ألف إلى 700 ألف لاجئ بحلول بداية العام القادم، ويسعى برنامج الغذاء العالمي جاهدا لتوسيع نطاق الإمدادات للأعداد المتزايدة من النازحين السوريين المشردين في أنحاء متفرقة داخل سوريا أيضا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مناطق في شمالي سوريا لا يمكن لمنظمات الإغاثة الوصول إليها، وأن سكانها أشبه بالضائعين، وذلك في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وعدم قدرتهم على جني محاصيلهم الزراعية بسبب مخاطر القصف.
كما أشارت إلى وجود حوالي 13 ألف سوري وغالبيتهم من النساء والأطفال يعيشون في مخيم بائس يسيطر عليه الثوار على الحدود التركية، موضحة أنه لا يصلهم سوى الحد الأدنى من المساعدات من جانب الوكالات الدولية.