بادرت عدة أطراف عربية وإقليمية ودولية لإعلان ترحيبها وتأييدها لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي تشكل بالعاصمة القطرية ويبدأ اليوم من مقر جامعة الدول العربية أولى خطواته لكسب الاعتراف الرسمي به ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب السوري وبديلا عن نظام الرئيس بشار الأسد.
ووقّعت أطياف من المعارضة السورية في الدوحة رسمياً على اتفاق لتوحيد صفوفها وذلك بعد انتخاب الداعية الإسلامي وإمام المسجد الأموي في دمشق سابقاً، أحمد معاذ الخطيب رئيساً له.
وتم انتخاب المعارض البارز، رياض سيف نائبا أول للرئيس، وانتخبت سهير الأتاسي نائبا ثانيا، ومصطفى الصباغ أميناً عاماً للائتلاف.
وأشارت مصادر في المعارضة إلى أن منصب النائب الثالث لرئيس الائتلاف سيبقى شاغرا حتى البت في موضوع المجلس الوطني الكردي.
دعم دولي:
وقالت الولايات المتحدة مساء إنها ستقدم دعمها للمعارضة السورية التي توحدت تحت لواء “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بعد مباحثات ومشاورات دامت أياما عدة في العاصمة القطرية وتوجت في وقت متأخر من الليلة الماضية بالتوقيع على ميلاد ذلك الائتلاف.
وأكدت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى إليزابيث جونز للجزيرة على هامش توقيع اتفاق بين أطياف المعارضة السورية، أن واشنطن ستقدم مزيدا من الدعم للشعب السوري.
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن بلاده تقدم “دعما كاملا للائتلاف السوري”، لكي يتمكن هذا الائتلاف من تشكيل بديل ذي صدقية لنظام بشار الأسد.
وأكد فابيوس أن فرنسا ستعمل من أجل اعتراف دولي بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري، طبقا للتعهد الذي قطعه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في أغسطس/آب الماضي.
نحو الاعتراف:
على الصعيد العربي، أعلنت الأمانة العامة للجامعة العربية عن ترحيبها بالتوصل لاتفاق يوحد صفوف المعاضة السورية، وأعربت عن استعدادها للتعاون الكامل معه. كما وصف مجلس التعاون الخليجي الاتفاق بأنه إنجاز تاريخي.
وفي الدوحة شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في كلمة له مخاطبا المشاركين أن الاتفاق يؤكد حرص المشاركين على نجاح الثورة.
وتعهد بن جاسم -الذي يرأس اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا- بالعمل فورا للمطالبة بالاعتراف العربي والدولي بالائتلاف ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب السوري.
وفي رد فعل آخر، أعرب وزير الخارجية التركي داود أوغلو عن ترحيبه بالاتفاق، ووصفه بأنه مجرد خطوة أولى ستليها الكثير من الخطوات. وقال إن “التبرير بأن المعارضة منقسمة قد ولّى”، وشدد على أن توحيد المعارضة صفوفها يستدعي دعما ومساعدة دولية أكبر.
ويتوقع أن يتوجه اليوم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري يرافقه رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية معاذ الخطيب إلى القاهرة ليضع الاتفاق أمام جامعة الدول العربية، في خطوة أولى نحو الاعتراف بالكيان الجديد.
وأكد الخطيب في كلمة أمس أنه سيقابل في القاهرة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لتسليمه نسخة من الاتفاق كخطوة أولى للاعتراف العربي بالائتلاف ممثلا وحيدا للشعب السوري، وطالب المجتمع الدولي “بالوفاء بالتزاماته بدعم شعبنا سياسيا واقتصاديا حتى يستكمل ثورته”. وقال “لا حوار مع روسيا وعليها وقف تسليح النظام السوري”.
ويضم الائتلاف الجديد كلا من المجلس الوطني السوري وعدد من معارضي الداخل والشخصيات المستقلة والمجالس المحلية والعسكرية. وفاز الخطيب برئاسة الائتلاف دون أي منافسة، حسب النتائج الرسمية للاقتراع، وحصل على غالبية ساحقة من أصوات أعضاء الائتلاف (54 صوتا).
أسس وأهداف:
وشدد الخطيب على أن هدف المنضوين تحت لواء الائتلاف هو إسقاط هذا النظام الاستبدادي بكل رموزه، وطالب كل طوائف ومكونات الشعب السوري بالوحدة “لندفع هذا النظام”، مشيرا إلى أن الثورة هي لكل السوريين مسلمين ومسيحيين، وأن سوريا القادمة ستكون لكل أبناء وبنات سوريا وستكون دولة القانون والكرامة.
وخلال التوقيع في الدوحة على اتفاق تشكيل الائتلاف، جرى ولأول مرة رفع علم الثورة السورية بجانب العلم القطري وعلم الجامعة العربية بعد الخلافات التي كانت تسود في السابق بشأن رفع هذا العلم أو العلم السوري.
وأوضح وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد بن محمد العطية أن اتفاق تأسيس الائتلاف الوطني جرى برعاية من قطر وجامعة الدول العربية وتركيا وأصدقاء الشعب السوري، وأشار إلى أن عضوية الائتلاف مفتوحة أمام كافة أطياف المعارضة السورية.
وينص اتفاق تشكيل الائتلاف على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وتفكيك أجهزته الأمنية ومحاسبتها، وعدم الدخول “في أي حوار أو مفاوضات” معه. كما ينص على توحيد المجالس العسكرية الثورية “ووضعها تحت مظلة مجلس عسكري أعلى”.
وسيقوم الائتلاف بعد حصوله على الاعتراف الدولي بتشكيل حكومة مؤقتة. وحددت بنود الاتفاق انتهاء دور الائتلاف وهذه الحكومة بقرار يصدر عن المؤتمر الوطني العام الذي سيدعو الائتلاف إلى عقده “بعد إسقاط النظام مباشرة”.