قالت لجان التنسيق المحلية إن 189 شخصا استشهدوا أمس السبت في سوريا، أغلبهم بسبب القصف الجوي والمدفعي. مشيرة إلى أن معظمهم قضوا في دمشق وريفها وحلب، في حين واصل مقاتلو الجيش الحر تقدمهم في محافظة الرقة.
وأفاد ناشطون بأن الهلال الأحمر السوري أخرج 35 جثة من تحت الأنقاض في حي مشاع الأربعين بحماة. كما ذكرت مواقع الثورة السورية أن بلدات في درعا وريف إدلب تتعرض لقصف جوي ومدفعي من قبل قوات النظام.
واستهدف القصف الجوي والمدفعي كلا من مدينة الرستن وبلدة الغنطو في حمص ومدينة القورية بدير الزور وبلدة تفتناز بإدلب وبعض مناطق حلب.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية -نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان- أن 11 جنديا سورياً على الأقل استشهدوا السبت في معارك وهجمات استهدفت حواجز للجيش في محافظة حلب.
وأشارت الوكالة إلى أن معارك عنيفة تدور في بلدتيْ أورم وكفر جوم في غرب محافظة حلب. وأفادت الأنباء الواردة من درعا بأن قوات النظام تشن حملة اعتقالات ودهم واسعة في منطقة الحارة. وقد قصف الجيش بلدات نصيب وحيط والشجرة.
إسقاط طائرة:
وفي هذه الأثناء، أسقط الجيش السوري الحر مقاتلة تابعة للجيش النظامي أثناء تحليقها فوق بلدة الأتارب بمحافظة إدلب في شمال البلاد، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن نقل مقر قيادة الجيش الحر إلى “المناطق المحررة داخل سوريا”.
ونقلت رويترز عن شاهد أن المقاتلين كانوا يهاجمون قاعدة عسكرية قرب البلدة عندما حلقت الطائرة وأسقطها مقاتلو المعارضة بنيران أسلحة مضادة للطائرات.
وكانت قوات الجيش الحر قد أسقطت مروحية في 27 أغسطس/آب الماضي على مشارف دمشق، كما أعلن بعد ثلاثة أيام من ذلك إسقاط طائرة في إدلب.
ومن ناحية أخرى، تقدم مقاتلو الجيش السوري الحر أكثر في عمق محافظة الرقة وسط سوريا، وتمكنوا من السيطرة على بلدتيْ “عين عاروس” و”سلوق” بعد سيطرتهم السابقة على بلدة تل أبيض، وذلك لإقامة منطقة عازلة قبالة الحدود مع تركيا.
نقل قيادة الجيش الحر:
وبالتزامن مع اتساع نطاق المعارك، أعلن الجيش السوري الحر نقل قيادته المركزية من تركيا -التي استقر فيها منذ أكثر من عام- إلى “المناطق المحررة” داخل سوريا.
وقال قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد -في شريط فيديو بث على الإنترنت في رسالة موجهة إلى الشعب السوري- “نزفّ لكم خبر دخول قيادة الجيش الحر إلى المناطق المحررة، بعد أن نجحت الترتيبات في تأمين المناطق المحررة لبدء خطة تحرير دمشق قريبا”.
وقال مصدر في المعارضة قريب من الأسعد إن العقيد وصل إلى سوريا منذ يومين. وأضاف لرويترز أن “الخطة هي أن تتمركز قيادة الجيش السوري الحر في سوريا بالكامل قريبا، إما في محافظة إدلب أو في محافظة حلب”. وتابع أن “الخطوة ستستكمل في غضون أسبوعين”.
تعزيزات تركية على الحدود:
وفي تطور آخر, دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية أكثر نحو حدوده الجنوبية مع سوريا لتوفير قدر أكبر من الأمن لسكان البلدات والقرى الحدودية.
وفي وقت سابق كشفت وسائل إعلام تركية النقاب عن أن الجيش التركي نشر مدافع وصواريخ مضادة للطائرات في جوار مركز حدودي مع سوريا يشهد مواجهات بين القوات النظامية السورية والجيش الحر.
ووصفت قناة “أن تي في” التركية الإجراء بأنه وقائي، وقالت إنه جاء إثر مواجهات عنيفة في سوريا للسيطرة على موقع تل أبيض الحدودي. وقد قصفت القوات النظامية يوم الخميس مدينة سانليورفا الواقعة على الحدود جنوب شرق تركيا مما أسفر عن إصابة تركيين.