افتتحت في براغ عاصمة جمهورية التشيك أمس الخميس ممثلية للشعب السوري في شكل سفارة مصغرة للثورة السورية رفع عليها علم الاستقلال، وسط اهتمام إعلامي وحقوقي وبرضا سياسي غير مباشر.
ولا تبعد ممثلية الشعب السوري عن السفارة الرسمية إلا بحوالي 100 متر فقط، وهو ما عده الدبلوماسيون التابعون للنظام السوري في براغ عملا استفزازيا.
وكان المهندسان أحمد إسماعيل وتحسين حسين قد قاما بالعمل مع تنسيقية الثورة السورية بجمهورية التشيك قبل حوالي شهر من أجل الحصول على الموافقات الرسمية التي لم تواجه صعوبة، وهو ما عده المراقبون نوعا من الرضىا السياسي التشيكي.
لم يحضر حفل الافتتاح أي ممثل لوزارة الخارجية التشيكية رغم توجيه الدعوة رسميا لها، وحضرت وسائل إعلام تشيكية معروفة مثل صحيفة ملادا فرونتا الأكثر شعبية وبعض المنظمات الإنسانية والحقوقية المعروفة في التشيك مثل “منظمة الإنسان في محنة”.
وقال إسماعيل للجزيرة نت إن فكرة تأسيس سفارة للثورة بشكل مصغر نشأت قبل حوالي شهرين، عندما قامت الشرطة التشيكية بمحاولة إبعاد المتظاهرين إلى ما لا يقل عن 100 متر عن بوابة السفارة، وعندها اقترح الفكرة على التنسيقية التي تشرف على نشاطات الثورة في التشيك.
وأوضح إسماعيل أن افتتاح الممثلية يمثل نوعا من التعبير المستمر عن الاحتجاج ضد نظام يقتل الشعب بالأسلحة الثقيلة مرتكبا المجازر المروعة التي لم يسلم منها حتى الأطفال والنساء، من أجل استمراره في الحكم.
وأضاف أن الممثلية تعمل بدوام منتظم من الساعة العاشرة صباحا حتى الواحدة ظهرا، وظل السوريون وكذلك التشيك يترددون عليها قبل الافتتاح الرسمي بأعداد لافتة، حيث يزودون بأدق التفاصيل والمعلومات عن واقع الحال في سوريا من خلال عرض أحدث الصور ومقاطع الفيديو التي تنشرها المحطات الفضائية الشهيرة، حيث أصبح منظر القتل والدم السوري جزءا من الخبر الأول الذي تبثه نشرات الأخبار الرئيسة.
وأشار إسماعيل إلى أن المعلومات التي حصل عليها ولم تنقل له مباشرة تفيد بأن الدبلوماسيين العاملين في السفارة السورية قدموا احتجاجا رسميا لوزارة الخارجية بشأن وضع هذه الممثلية، معتبرين الأمر نوعا من الاستفزاز.
يلاحظ عدم تردد أي من السوريين إلى السفارة الرسمية، في حين أصبحت الممثلية تغص بالمراجعين وهو ما عدّ تعبيرا عن استشعار السوريين المقيمين في جمهورية التشيك بقرب رحيل نظام بشار الأسد.