Notice: _load_textdomain_just_in_time تمّ استدعائه بشكل غير صحيح. Translation loading for the lightmag domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. من فضلك اطلع على تنقيح الأخطاء في ووردبريس لمزيد من المعلومات. (هذه الرسالة تمّت إضافتها في النسخة 6.7.0.) in /home/saaa25or/public_html/bakoka/wp-includes/functions.php on line 6114
سيناريوهات ما بعد بشار سوريا والفصائل الفلسطينية – البعكوكة 25

سيناريوهات ما بعد بشار سوريا والفصائل الفلسطينية

هيئة التحريرآخر تحديث :
ihvcdbiew yerefhjcd 853

ihvcdbiew yerefhjcd 853تسعى هذه الدراسة التي كتبها خبير الشؤون الفلسطينية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، محمد جمعة، لقراءة التحولات التي ستطرأ على خريطة العلاقات الدولية والإقليمية عند سقوط نظام بشار الأسد.

ويرى محمد جمعة أنه تكاد تكون سوريا هي البلد الوحيد الذى سيؤدي سقوط نظامه إلى تحول نوعي وملحوظ في خريطة العلاقات الدولية والإقليمية، نظراً لما اعتاده نظام الأسد المترنح بعد توالي انشقاقات من تحالفات وتدخلات في شؤون الجيران واللعب بالعديد من الأوراق والشعارات التي كانت في مقدمتها القضية الفلسطينية.

واختلف نظام الأسد عن الأنظمة التي سقطت في بلدان الثورات العربية الأخرى، التي لم يؤد سقوطها لتغيرات ملحوظة في الخرائط الإقليمية والدولية حتى تاريخه، فرغم سقوط زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، ومعمر القذافي، وعلي عبدالله صالح، ستبقى مصر وتونس على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، كما استفادت البحرين من ثورتها وزادت علاقاتها بمحيطها الخليجي متانة وقوة، ولا يزال اليمن كما كان عليه قبل الربيع العربي مصدر قلق كبير في ما يتعلق بانهيار أكبر للدولة، وانتشار أوسع لتنظيم القاعدة رغم الضربات الموجعة التي وجهها لها عبدربه منصور هادي وحكم ما بعد صالح، في حين اكتسبت الولايات المتحدة نفوذاً في ليبيا بعد أن بقيت علاقاتها مع هذا البلد في صعود وهبوط لمدة 40 عاماً.

يمثل سقوط نظام بشار الأسد فمعناه سقوط أطول تحالف أقامته إيران في حقبة ما بعد الثورة الإيرانية، ومن ثم تكون طهران قد منيت بأضخم خسارة فى قوتها الصلبة منذ الحرب العراقية ـ الإيرانية، فضلا عن خسارة جسرها الاستراتيجي إلى وليدها وحليفها اللبناني حزب الله، وكذلك مداخلها إلى الساحة الفلسطينية ، ومن ثم موقعها في حلبة الصراع العربي – الإسرائيلي. بل إن الشرق الأوسط قد يشهد خريطة علاقات إقليمية جديدة بقيام سورية جديدة متحالفة مع تركيا ومجلس التعاون الخليجي والغرب، وعراق منقسم داخليا وأكثر تموضعا في الفلك الإيراني.

الأكثر من هذا أن الإنعكاسات الجيواستراتيجية للثورة السورية لا تقف عند حدود ما سبق وفقط، بل تتخطاه لتطال أبعادا أخرى تتعلق بمستقبل مسيرة التسوية على المسار الفلسطيني، وكذلك بخريطة العلاقات السورية ـ الفلسطينية.

ارتفعت الأصوات الغربية والإسرائيلية تحذر من الثمن الذي سيتوجب على إسرائيل أن تدفعه مقابل استمرار الجمود على مسار التسوية في ظل المناخ الثوري العربي الجديد، وراحت تحث ” تل أبيب” على الدخول في مفاوضات فورية مع الطرف الفلسطيني ، والتوصل سريعا إلى تسوية نهائية للقضية، وقبل أن يتحول الجمود إلى مبررا قويا لتوجهات راديكالية ، تتبناها القوى العربية الجديدة نحو إسرائيل . هذه الأصوات خفتت بعد وصول قطار الثورة إلى سوريا، وتحول مناخ عدم اليقين الجديد إلى مبررا قويا لسياسات حكومة اليمين الإسرائيلي ، من إرجاء التسوية إلى أجل غير مسمى . وتصاعدت أصوات تؤكد عدم جدوى عقد اتفاقيات تسوية مع طرف فلسطيني ، قد يأخذ عصاه ويرحل في أي وقت ، إذا ما شهدت الأراضي الفلسطينية انتفاضة أو ثورة من أجل الديمقراطية ، على غرار ما يحدث في المنطقة من حولها. من هنا يمكن القول أن مسار التسوية الفلسطيني ربما ينتظر ما ستسفر عنه تداعيات الأحداث في سورية ، التي تبقى أحد المفاتيح الإقليمية لاستقراء مستقبل هذا المسار.

السيناريوهات المتعددة:
ومن ناحية أخرى فإن السيناريوهات المتعددة بشأن مستقبل “سوريا ما بعد بشار” يحمل كل منها سيناريو أو أكثر لطبيعة العلاقات “السورية ـ الفلسطينية”.

* سيناريو الفوضى واتساع نطاق الإحتراب الداخلى ، سيحمل معه مخاطر توريط الفلسطينيين فى سوريا فى أتون هذا الصراع، بعد أن تكون قد تعددت محاور الصراع والإنقسام فى النسيج المجتمعى السورى ، طائفيا ومذهبيا ومناطقيا . وها هى الشواهد تؤكد ذلك ، حيث لقى أكثر من مائة وخمسين فلسطينى حتفه منذ بداية الأحداث فى سوريا وحتى العشرين من يوليو الجارى . كذلك امتدت مؤخرا ألسنة اللهب لتطال مخيم اليرموك أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى سوريا .

* أما سيناريو الإستقرار: من خلال توافق قوى المعارضة السورية على صيغة سياسية جديدة ( بعد إسقاط نظام بشار) فتتوقف طبيعة ” العلاقات السورية ـ الفلسطينية ” آنذاك على تركيبة وتوجهات النظام الجديد، ونمط العلاقات التى ستربطه بالفاعلين الدوليين لاسيما الولايات المتحدة ، وكذلك القوى الإقليمية والعربية، ناهيك عن قناعاته وإنحيازاته والكيفية التى سيتعاطى بها مع معضلة إحتلال جزء من الوطن السوري.

وفى هذا الإطار يرجح البعض استمرار الجمود على مسار التسوية السوري – الإسرائيلي، مع عدم قدرة النظام السورى الجديد على إيجاد حل سريع لمعضلة الاحتلال. ومن هنا قد يكون الاحتفاظ بالعلاقات مع الفصائل الفلسطينية المقاومة، ملائما وضروريا لتعزيز شرعية النظام داخليا.

في المقابل ، فإن رغبة نظام سوري جديد في التوصل إلى تسوية تنهي الاحتلال ، قد تدفعه إلى السعى بإتجاه العودة مرة أخرى إلى فكرة ” تلازم المسارات ” ومن ثم الحرص على تنسيق المواقف مع فريق التسوية الفلسطيني، دون القطع مع فصائل المقاومة، وهذا القول يفترض بالطبع بقاء الحالة الفصائلية الفلسطينية على حالها لجهة الانقسام ما بين فريقي التسوية والمقاومة.

الصعود السياسي لجماعة الإخوان:
وفي السياق ذاته يشير البعض إلى سيناريو الصعود السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، بوصفها جماعة المعارضة الأكثر تنظيماً، حيث سيزيد هذا السيناريو في حال تحققه من احتمالات تبلور تحالف إقليمي بين “دول ربيعهم”.

وهذا التحالف سوف يكون بحاجة إلى الورقة الفلسطينية ليس فقط لتعزيز نفوذه فى المنطقة ، وإنما للإنسجام مع رؤاه الأيديولوجية والسياسية تجاه القضية الفلسطينية . وآنذاك ستأخذ العلاقات السورية مع فصائل المقاومة الفلسطينية طابعها الإستراتيجى . وقد عبر القيادى فى الإخوان السوريين ” ملهم الدروبى ” عن موقف الجماعة تجاه المقاومة الفلسطينية بقوله : ” إن المقاومة الفلسطينية سيكون لها حضن أكثر دفئا فى سورية الحرة وسوف تكون مستقلة إستقلالا تاما ولن تستخدم كورقة ضغط من هنا أو من هناك ” . وقال زهير سالم الناطق الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين السوريين ،إن ” الإخوة فى حماس وبقية الإخوة الفلسطينيين عندما يأتون إلى سورية فهم يأتون إلى بلدهم وإلى أهلهم ، وقضيتنا واحدة مشتقة من بعضها البعض … ولا نتصور إلا أن نكون شعبا واحدا “.

ومن دون الإستمرار فى “عملية عصف ذهنى” من هذا النوع، أو الخوض كثيرا فى متاهات مثل هذه السيناريوهات، التى يتوقف الأمر بشأنها على عوامل لاتزال متحركة، ويصعب الجزم بمساراتها ومآلاتها، ربما تتعين الإشارة فى النهاية إلى أن النظام السوري الجديد ، أيا كان شكله وطبيعته ، سيحتاج على الأرجح لـ”وقت مستقطع” أو فترة إنتقالية يرتب فيها أوراقه، قبل أن يصل إلى صيغة مستقرة لطبيعة العلاقة مع الفصائل الفلسطينية التي تفاوتت وتناقضت مواقفها من االثورة السورية ونظام الأسد على السواء، بل اتجه بعضها لمواقف صريحة ومثيرة في تأييد هذا النظام بينما آثر البعض الآخر سياسة النأى بالنفس دون أن يتخذ مواقف مؤيدة لثورة الشعب السوري إلا في المرحلة الأخيرة فقط.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة