أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى ذكرى مرور عام على اندلاع الثورة الشعبية السورية التي انطلقت في مارس/آذار 2011، وقالت إن السوريين ربما لم يكونوا يدركون المصاعب التي ستواجههم في سعيهم لإسقاط النظام، لكنهم ماضون في ثورتهم ولن يستسلموا.
وأوضحت أن السوريين الثائرين بدؤوا بأعداد صغيرة مطالبين بالحرية، ولكنهم سرعان ما تحولوا إلى أعداد أكبر وإلى ثورة شعبية تسعى لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد برمته مهما قد يواجهون من صعاب ومهما قد يطول الزمن.
ووصفت الصحيفة الثورة الشعبية السورية بأنها الأكثر دموية من بين الثورات الشعبية العربية الأخرى، وإلى استمرار قوات الأسد بمحاصرة وقصف المدن والبلدات السورية بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، مما أسفر عن مقتل أكثر من ثمانية آلاف إنسان.
كما أشارت إلى أن قوات الأسد الأمنية ومن وصفتهم بالشبيحة يعتدون على السوريين عبر مداهمة المنازل واعتقال الأشخاص وتعذيبهم حتى الموت، وإلى أن هناك أناسا كثيرين في عداد المفقودين وأن أكثر من ربع مليون سوري مشرد في العراء بحسب تقارير الأمم المتحدة.
وأضافت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما صرح الشهر الجاري بأن أيام الأسد باتت معدودة، ولكن لا شيء على الأرض يدلل على عدد الأيام التي يقصدها أوباما، وذلك في ظل تفاقم الأزمة وتحول الاحتجاجات التي بدأت سلمية إلى معارضة مسلحة، ووسط تحذيرات من انزلاق البلاد إلى أتون حرب أهلية طائفية.
وقالت إن من بين أبرز المظاهر السائدة بين السوريين الثائرين تتمثل في مشاعرهم الموحدة تجاه بعضهم البعض، وإنهم يعيشون وكأنهم عائلة واحدة، وإن كثيرا من الناس تركوا وظائفهم العادية والتحقوا بالثورة وتحولوا إلى ناشطين سياسيين.
وأضافت أنه وبالرغم من بدء الثورة بشكل سلمي، فإن بعض الثوار في حمص وبعض المناطق الأخرى سرعان ما حملوا البنادق، وذلك للدفاع عن المدنيين وحمايتهم من شر قوات الأمن السورية والشبيحة.
كما أشارت إلى الانشقاقات التي تشهدها قوات الأسد، وإلى تشكل الجيش السوري الحر الذي أخذ على عاتقة مهمة الدفاع عن الثورة الشعبية وحماية المدنيين.