استشهد اليوم 56 سوريا على الأقل لدى إطلاق قوات النظام النار على مظاهرات حاشدة خرجت في العديد من المدن والبلدات اليوم، في جمعة حملت شعار “تجار وثوار.. يدا بيد حتى الانتصار”. في حين شهدت مناطق بالعاصمة دمشق اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر. يأتي ذلك في وقت زار فيه وفد من المراقبين الدوليين قرية القبير بريف حماة، حيث وقعت مجزرة أودت بحياة مائة شخص نصفهم من الأطفال والنساء يوم الأربعاء الماضي.
وكان معظم الشهداء في إدلب التي وثقت فيها 17 حالة قتل، تلتها ريف دمشق وحمص 10 شهداء في منهما، وفي العاصمة دمشق 4 شهداء. كما استشهد في درعا 4 أشخاص، وفي حماة 3، وفي دير الزور واحد وفق لجان التنسيق، بينما أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى سقوط خمسة قتلى وعشرات الجرحى في الحفة باللاذقية.
من جانبها أشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أيضا إلى سقوط ثلاثة قتلى في دير الزور وأربعة في حمص.
وقد قتل خمسة آخرون بينهم سيدة وأصيب العشرات -وفق المصدر نفسه- في قصف من الطيران المروحي والدبابات وراجمات الصواريخ تتعرض له بلدة الحفة في ريف اللاذقية.
اشتباكات وقصف:
في غضون ذلك، قالت الهيئة العامة للثورة إن اشتباكات عنيفة اندلعت في حيي القدم وكفر سوسة بالعاصمة دمشق بين قوات تابعة للنظام وأخرى من الجيش السوري الحر، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع اشتباكات كفر سوسة وأشار إلى دوي انفجارات في حيي المزة والقدم.
كما أشار المرصد إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم عناصر أمن في تفجير استهدف قسم الشرطة الغربي في مدينة إدلب، كما قتل عنصرا أمن بانفجار سيارة مفخخة استهدف حافلة تقل عناصر من القوات النظامية بضاحية قدسيا قرب دمشق.
في محافظة درعا جنوبا، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة عسكرية في بلدة كفر شمس، ودارت اشتباكات عنيفة إثر الانفجار في البلدة بحسب المرصد، كما تدور اشتباكات عنيفة في بلدة محجة بالمحافظة نفسها بين القوات النظامية ومقاتلين من الثوار.
في الأثناء تعرضت أحياء بحمص ومدينتا القصير وتلبيسة التابعتان لها لقصف عنيف من قبل القوات النظامية منذ صباح اليوم. وقال المرصد إن القوات النظامية تحاول اقتحام حي الخالدية بحمص الذي يتعرض لقصف عنيف، حيث “تسقط نحو خمس قذائف بالدقيقة”.
وقالت الهيئة العامة إن قصفا عنيفا تتعرض له بلدتا الحفة والجنكيل في اللاذقية وسط موجة نزوح كبير من الأهالي. وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار في حلفايا.
مظاهرات:
تتزامن هذه التطورات مع خروج مظاهرات حاشدة في سوريا تطالب بإسقاط النظام حملت شعار جمعة “تجار وثوار.. يدا بيد حتى الانتصار”، وذلك في محاولة لحث الطبقة البرجوازية ورجال الأعمال في سوريا على الانضمام للثورة ضد النظام.
وشملت المظاهرات مدنا وبلدات سورية من درعا جنوبا وحتى حلب شمالا مرورا بدمشق وريفها وحمص وحماة في الوسط، إضافة للاذقية على الساحل المطل على البحر الأبيض وحتى دير الزور شرقا.
وفي حلب خرجت مظاهرات في عدة أحياء أكبرها في صلاح الدين وبستان القصر والشعار، جوبه بعضها بإطلاق النار من قوات الأمن.
وفي دمشق خرجت مظاهرات في أحياء المزة والميدان وكفر سوسة والقدم وسوق سريجة، هتفت لإسقاط النظام وإعدام الرئيس بشار الأسد، وأشار نشطاء إلى أن عناصر الأمن أطلقوا النار على المتظاهرين وشنوا حملة اعتقالات واسعة في صفوفهم.
كما خرجت مظاهرات في أحياء بمدينة اللاذقية هتفت لأهالي الحفة والمدن المنكوبة بالرغم من الوجود الأمني الكثيف، في مظاهرات تعد الأكبر في هذه المدينة منذ بدء الانتفاضة منتصف مارس/آذار 2011.
المراقبون بالقبير:
وفي سياق التطورات، زار وفد من المراقبين الدوليين اليوم مكان وقوع المجزرة في قرية القبير بريف حماة التي قتل فيها الأربعاء الماضي مائة شخص نصفهم من الأطفال والنساء بحسب المرصد السوري.
وقال عبد الكريم الحموي من المكتب الإعلامي للثورة في محافظة حماة إن 15 مراقبا وصلوا إلى المكان وعاينوا آثار الدمار والقصف العشوائي، مشيرا إلى أن المراقبين زاروا قبل ذلك قرية معرزاف وعاينوا مكان دفن جثث الضحايا.
وكان رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود قال في وقت سابق إن النظام منع المراقبين الدوليين من التوجه إلى القبير. كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن المراقبين تعرضوا لإطلاق نار أثناء محاولتهم الوصول لموقع المجزرة.
وجاءت مجزرة القبير بعد نحو أسبوعين من مجزرة الحولة في حمص التي أثارت تنديدا دوليا واسعا.