شهد تجمع لحركات من اليمين المتطرف الأميركي أعمال عنف أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى وحوالى20 جريحاً في شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا، وتلاه جدل بعدما عبر الرئيس دونالد ترامب عن موقف ملتبس.وأعلنت الشرطة أن حصيلة ضحايا العنف
بلغ ثلاثة قتلى، بينهم امرأة قضت في عملية الصدم، أما الضحيتين الأخريين هما شرطيّان قضيا بتحطّم مروحيّتهما التابعة لشرطة فرجينيا في منطقة غابات بالقرب من شارلوتسفيل.وأظهر شريط فيديو بُثّ على مواقع التواصل الاجتماعي سيّارة تصدم بعنف مؤخّرة سيارة أخرى، قبل أن تنطلق مجدداً في اتجاه الخلف وسط متظاهرين. وأظهرت مشاهد أخرى جرحى ممدّدين أرضا.وذكر شهود عيان حشداً جاء للاعتراض على تجمع لليمين الأميركي المتشدد من نازيين جدد وأميركيين يؤمنون بتفوق البيض ومنظمة «كو كلوكس كلان» و«اليمين البديل» (آلت رايت). وجزء من هؤلاء على الأقل دعموا دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.ولم تكن قوات الأمن في بادئ الأمر قادرة على احتواء الاشتباكات العنيفة التي دارت في شارلوتسفيل بين مؤيدي اليمين المتطرف والمناوئين لهم، ما اضطر حاكم الولاية إلى إعلان حال الطوارئ.وقال رئيس شرطة شارلوتسفيل آل توماس، إنّ «القتيلة التي سقطت في عملية الصدم تبلغ الـ 32 من العمر وكانت تعبر الطريق عندما صدمت السيّارة مجموعة المتظاهرين»، مضيفاً أنّ «سائق تلك السيارة أودع السجن. والشرطة تتعاطى مع الوقائع على أنها عملية قتل إجرامي».ودان ترامب أعمال العنف في شارلوتسفيل من دون أن يشير إلى مسؤولية أحد الطرفين. وقال من نادي الغولف الذي يملكه في بيدمينستر في ولاية نيو جيرسي حيث يمضي عطلته: «ندين باشد العبارات الممكنة هذا التعبير الكبير عن الكراهية والتعصب الأعمى، وأعمال العنف التي تسبب بها اطراف عدة».وأثار تصريحه الذي بدا أنه يساوي بين المعسكرين غضباً لدى الديموقراطيين وبعض الاستياء لدى الجمهوريين في حزبه. وأضاف ترامب أن «الكراهية والانقسام يجب أن يتوقفا فوراً». ورداً على اسئلة لصحافيين، رفض ترامب إدانة حركات اليمين المتطرف بالتحديد.وانتقدت الديموقراطية هيلاري كلينتون التي هزمت في الانتخابات الرئاسية الاخيرة أمام ترامب، الرئيس الأميركي من دون ان تذكر اسمه. وكتبت في تغريدة على «تويتر»، إن «كل دقيقة نسمح لذلك بالاستمرار عبر تشجيع ضمني أو بعدم التحرك هي عار وخطر على قيمنا».وعبر السناتور الجمهوري عن فلوريدا ماركو روبيو ايضاً عن موقفه في تغريدة وقال إنه «من المهم جدا ان تسمع الامة الرئيس يصف حوادث شارلوتسفيل بما هي عليه فعلاً، هجوم إرهابي نفذه مؤمنون بتفوق البيض».وخرج الرئيس السابق باراك اوباما عن صمته مستشهداً بكلمات لنلسون مانديلا، رمز النضال ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. ونقل عن مانديلا «لا أحد يولد وهو يكره شخصاً آخر بسبب لون بشرته أو أصوله أو ديانته».ودان وزير العدل جيف سيشنز مساء أمس «التعصب العرقي والكراهية» بعد أعمال العنف في شارلوتسفيل. وقال في بيان، إن «أعمال العنف تضرب قلب القانون والعدالة الأميركيين»، مضيفاً «عندما تجري مثل هذه الافعال بدافع التعصب العرقي والكراهية، فإنها تخون قيمنا الأساسية ولا يمكن التسامح معها».وفتح «مكتب التحقيقات الفيدرالي» (اف بي آي) تحقيقاً في ظروف إقدام شخص على صدم حشد من المتظاهرين بسيارته في مدينة شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا.وأشار سيشنز إلى أنه أجرى محادثات مع مدير «مكتب التحقيقات» كريس كراي، ومع مسؤولين في هذا الجهاز في شارلوتسفيل، بالاضافة إلى مسؤولين عن حفظ النظام في فيرجينيا في شرق الولايات المتحدة. واعلنت إدارة «اف بي آي» في ريتشموند في بيان فتح تحقيق في «ملابسات الحادث الذي تسببت فيه آلية بقتل السبت» في شارلوتسفيل.ومن الأسباب التي دفعت «اف بي آي» إلى تولي القضية، هو أن الرجل المتهم بصدم الحشد بسيارته قدم من ولاية أوهايو في شمال شرقي الولايات المتحدة، ما يتطلب تدخل الشرطة الفيدرالية.وذكرت شبكة التلفزيون الأميركية «سي إن إن» أن المشتبه به جيمس اليكس فيلدز جونيور (20 عاماً) وأصله من أوهايو، اتهم بالقتل والتسبب بجروح وبجنحة الفرار.وقال شاهد عيان «كنا نمشي في الشارع عندما قامت سيارة سوداء أو رمادية بصدمنا وصدم الجميع. وبعد ذلك رجعت إلى الخلف وصدمتنا من جديد». وروى رجل آخر كان حاضراً إن «فتاة على الارض اصيبت بجروح. كان الأمر متعمداً. تعمدوا الرجوع إلى الوراء».وكان الاعلان عن هذا التجمع لليمين المتطرف الذي يريد إدانة مشروع تفكيك تمثال لجنرال جنوبي مؤيد للعبودية خلال حرب الانفصال، يثير قلقاً كبيراً. ووصفته المنظمات المناهضة للعنصرية بأنه أكبر تجمع لهذا التيار السياسي منذ عقد مع مشاركة مئات الأشخاص فيه.وهاجم حاكم فرجينيا مساء أمس المجموعات اليمينية المتطرفة. وقال «لدي رسالة لكل الذين يتحدثون عن تفوق البيض والنازيين الذين جاؤوا إلى شارلوتسفيل. رسالتنا بسيطة وواضحة. عودوا إلى بيوتكم ولا نرحب بكم في هذه المنطقة».