كشفت دراسة جديدة، أجريت على مدار 25 عاما حول التغطية الإخبارية للرياضة عبر هذه الفترة، أن عدم اهتمام أغلبية الجمهور بالرياضة النسائية ليست بسبب أنها ليست بجودة رياضة الذكور، بل إن التغطية الإعلامية الباهتة والضعيفة هي ما جعلت
الأحداث الرياضية النسائية تبدو أقل إثارة للاهتمام، مما أضر بكل شيء بداية من رواتب اللاعبات وحتى مبيعات التذاكر.
وقالت الكاتبة الرئيسية ميكيلا موستو، وهي طالبة دكتوراه في جامعة جنوب كاليفورنيا: “إن البرامج الإخبارية الرياضية تظهر حاليا نوعا جديدا من التحيز الجنسي في ردود فعلها الحقيقية على أداء الرياضيات، وتعطي المشاهدين رسالة مفادها أن الرياضة النسائية تفتقر إلى الإثارة التي تتمتع بها رياضة الرجال”، وفقا لصحيفة ديلي تليجراف.
ونشرت الدراسة في مجلة النوعي الجنسي والمجتمع، وشارك في كتابتها كلا من مايكل ميسنر، من جامعة جنوب كاليفورنيا وشيريل كوك، من جامعة بوردو في ولاية إنديانا، واعتمدت دراسة ستة أسابيع من التغطية الإخبارية، على ثلاث محطات مقرها مدينة لوس أنجلوس وثلاثة أسابيع من المركز الرياضي إيه إس بي إن، كل خمس سنوات منذ عام 1989.
ووجد الباحثون أن التغطية الإخبارية لرياضة النساء كانت تميل إلى أن تكون عنصرية جنسيا بشكل علني في الفترة من 1989 و1999، لحقه ربط القائمين على الأخبار والمعلقين المرأة بأدوارها التقليدية كأم وزوجة وصديقات من عام 1999 وحتي 2009.
أما الآن، فاستنادا إلى أحدث البيانات من عام 2014، أصبحت التغطية الإخبارية باهتة وتنقصها الحيوية والقوة،، فيما وصفه الباحثون بالتمييز الجنسي المخادع.
حيث كشفت الدراسة أن تغطية الرياضية النسائية تميزت بعدة عوامل أثرت بشكل كبير على شعبيتها، من حيث قلة وقت البث، والأسلوب المسلي، وضعف المقابلات، وعرض لقطات الفيديو ومدح الرياضة النسائية بشكل عام، مقارنة بأسلوب نقل الأحداث الرياضية الذكورية.
وكان أحد نتائج البحث أن متوسط فقرات المركز الرياضية، بلغ دقيقة واحدة للنساء، وقصص إخبارية عن الرياضات علي المحطات المحلية بمعدل 17 ثانية، مقارنة بدقيقتين وخمس ثواني، و47 ثانية للرجال، أي ما يقرب من 50%، ووجدوا أن المعلقين كانوا يعلقون بحماس، ويستخدمون النكات عند مناقشة الرياضات الذكورية، على عكس الرياضات النسائية.
وفيما ظهرت النساء عادة في القصص الإخبارية أمام مقاعد البدلاء تشجع الرجال، وصلت نسبة بث أبرز لقطات الأحداث الرياضية للرجال، 83.1% في الأخبار المحلية و88.6% في المركز الرياضي، كما كان نادرا أن يعطى المعلقون الرياضيون النساء مديح عن قدراتهم، رغم استخدامهم الدائم لألفاظ مثل “مثالية” أو “جميلة” أو “مذهلة”لوصف قدرات الرجال، وفقا للدراسة.
وقالت ميكيلا:”في النهاية، الاعتقاد المستمر بأن الرياضة النسائية أقل إثارة للاهتمام تسبب في قلة معدلات المشاهدة في التلفزيون، ومبيعات التذاكر، وتكلفة الإعلانات مقابل وقت البث خلال أحداث النساء الرياضية، وحد من إمكانية الحصول على دعم الشركات للرياضيات وتحسين رواتب اللاعبات والمدربين.”