أعلن عمار الحكيم، استقالته من رئاسة “المجلس الأعلى الإسلامي” في العراق، وكشف عن تشكيل “تيار الحكمة الوطني” وأكد “تواجده حيثما تكون الحكمة”. ممثل “تيار الحكمة الوطني” في القاهرة، الدكتور
محمد .أبو كلل، تحدث لاحدى وكالات الأنباء حول تطورات الأوضاع السياسية التي يشهدها العراق في هذه المرحلة
بعد أن عانى العراق كثيراً من التخندق الطائفي الذي كرسه الاحتلال الأمريكي، أقدم السيد عمار الحكيم، رئيس التحالف الوطني في البرلمان، على اتخاذ عدة قرارات شكلت مفاجأة للوسط السياسي العراقي والعربي…
أعلن عمار استقالته من رئاسة “المجلس الأعلى الإسلامي” في العراق، وكشف عن تشكيل “تيار الحكمة الوطني” وأكد “تواجده حيثما تكون الحكمة”. مشيراً إلى أن العراق بحاجة ماسة إلى أن يُقادَ من قبل كفاءاته الشجاعة، ومن ثم خوض الانتخابات القادمة بعناوين جامعة وشاملة لكل الطيف العراقي والخروج من التخندقات المذهبية والقومية والانطلاق بأفق سياسي وطني.
ممثل “تيار الحكمة الوطني” في القاهرة، الدكتور محمد أبو كلل، تحدث حول تطورات الأوضاع السياسية التي يشهدها العراق في هذه المرحلة وانعكاساتها على مستقبل البلاد.
– في البداية…ما أسباب خروج عمار الحكيم من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق؟
هناك تحولات سياسية كبيرة سيشهدها العراق في المرحلة القادمة، بعد التخلص من الدولة الإرهابية “داعش” بتحرير الموصل، وما يتبقى هي جيوب إرهابية بسيطة، وبالتالي نحن ننتقل لحالة سياسية جديدة نخرج بها من التخندقات الطائفية والقومية التي كانت موجودة منذ عام 2003، ومنذ أكثر من عامين دعا السيد عمار الحكيم إلى الكتلة العابرة للمكونات، ولم نر أي جدوى من الوقوف وراء أي مكونات طائفية وعرقية، غير إثارة المشاكل الناتجة عن التحزبات والصراعات، ولم نجد غير المواطنة العراقية سبيلا للتغلب على كل الأزمات، لذلك كان خروج السيد عمار الحكيم من زعامة “المجلس الأعلى الإسلامي” العراقي، وتشكيله لـ”تيار الحكمة الوطني” الذي يشمل كل الأطياف والمكونات العراقية، وبهذا الفكر وجدنا اندفاعا كبيرا من الشباب للانضمام لتيار الحكمة بفضل السيد الحكيم.
– ولماذا لم يطرح عمار الحكيم رؤاه الجديدة داخل المجلس الأعلى الإسلامي…وهل حدث خلاف بينه وبين الحرس القديم؟
هناك تغير في الرؤى، البعض يرى أن السير على نهج واحد هو الأمثل، السيد عمار يرى أن المواطنة العراقية يجب أن تكون الأساس في العراق الجديد، وبالتالي حدث خلاف في الرؤى بين قيادات المجلس الأعلى وبين السيد عمار، لذلك آثر رئيس المجلس الخروج، هذا تصرف سيخلده التاريخ له. كان في إمكانه أن يبقي هو ويتفرد بالآراء.
– هل تأثر “المجلس الأعلى الإسلامي” المرتبط تاريخيا بآل حكيم بخروج السيد عمار؟
نحن نتمنى لإخواننا داخل “المجلس الأعلى الإسلامي” التوفيق. سماحة السيد عمار الحكيم كان ولا زال داعما لهم، لكن بالتأكيد رمزية آل الحكيم جعلت للمجلس الأعلى الإسلامي ثقل في العراق وبالطبع سيتأثر المجلس بخروج زعيمه. لكننا نشدد على أننا داعمين للمجلس في مسيرته ولكن لنا أفكارنا ولهم أفكارهم.
– لماذا أعلن السيد الحكيم نيته ترك رئاسة التحالف قبل انتهاء مدته بخمسة أشهر؟
أمس أعلن السيد عمار الحكيم أثناء اجتماع قيادات التحالف الوطني بمكتبه أنه لن يستمر لولاية ثانية، وطالبهم بسرعة اختيار رئيس جديد للتحالف.
– خروج السيد عمار من “المجلس الأعلى الإسلامي” وزيارات السيد مقتدى الصدر للرياض وأبو ظبي…هل يعني ذلك خروج للكتلتين الكبيرين من القوى “الشيعية” العراقية من الفضاء الإيراني ودخولهم إلى الحضن العربي؟
نحن، علاقتنا بالإخوة في إيران علاقة صداقة استراتيجية مبنية علي كوننا جيران، هناك حدود أكثر من 1200 كم بين البلدين. إيران وقفت معنا وساندتنا وقت دخول “داعش” للعراق وهذا محل شكر وتقدير، لكن نحن عرب في أول المطاف وآخره، ولم ننسلخ من عروبتنا منذ 2003. مع الأسف بعض الإخوة العرب هم من أغلقوا أبوابهم في وجه العراق. اليوم العرب يعودون للعراق وليس العكس، نحن لم نخلق سفرات الدول العربية في بغداد، بل طالبنا منهم محاربة “داعش” على أراضينا قبل أن تصل إليهم في بلدانهم ولم يدعمونا.
– هناك معلومات تقول بأن نور المالكي سيتولى رئاسة التحالف خلفا للحكيم وفق اتفاق تم أثناء انتخاب السيد عمار لرئاسة التحالف منذ عام؟
حتى الآن، لا يوجد تصور واضح لمن يخلف السيد الحكيم، في الحقيقة التحالف كان مشلولا طيلة الفترة الماضية، وقبل تولي السيد الحكيم رئاسته، بينما استطاع هو تحريك المياه الراكدة وجعل التحالف قوة كبرى داخل البرلمان العراقي. أعاد للتحالف قوته وسيطرته على وزرائه حتى داخل التحالف من خلال عمل استجوابات رسمية لهم. هناك أسماء مرشحة مثل نور المالكي وخضير الخزاعي، ولكن التحدي الحقيقي هو إلى أي مدى تستطيع هذه الأسماء أن تحل بصورة صحيحة محل السيد الحكيم.
– هل يمكن أن يخوض “تيار الحكمة الوطني” الانتخابات بعيدا عن التحالف الوطني؟
ممكن جداً.
– البعض يرى أن استمرار تواجدكم ضمن التحالف الوطني الشيعي يتناقض مع جوهر تياركم الجديد؟
“تيار الحكمة الوطني” مدني وليس ليبراليا. يمكننا التحالف مع كل القوى سنية أو شيعية أو كردية. على الجميع التفكير في عراق جديد لأن جميع المكونات تخندقت ما بين المذهب والقومية.
– الانتخابات البرلمانية في العراق اقتربت وبالتأكيد حسم تياركم “الحكمة الوطني” موقفه من التحالف الوطني…هل ستخوضون الانتخابات ضمن التحالف أم لا؟
حتى الآن القرار أننا سنخوض الانتخابات البرلمانية خارج التحالف، وهذه ليست المرة الأولى، حيث تدخل القوى السياسية الانتخابات منفردة ثم يأتي التحالف بعد ظهور النتائج، لأن ليس هناك قوى سياسية عراقية يمكنها تشكيل حكومة منفردة، لذلك التحالفات مهمة.
– ماذا عن علاقتكم مع التيار الصدري؟
لدينا علاقات جيدة جداً مع التيار الصدري، وهناك تشاور مستمر بين الزعيمين السيد الحكيم والسيد الصدر، أما عن وجود تحالف بين التيارين فهذا سابق لأوانه الآن، فالانتخابات تفرض واقعها.
– قال السيد عمار الحكيم لوفد إعلامي إيراني زاره في مكتبه مطلع أغسطس/ آب إنه لا يمكن أن يزور السعودية إلا بعد توقف الحرب في اليمن…هل وجهت دعوة للسيد عمار لزيارة الرياض؟
السيد لم يقل هذا الكلام مطلقاً، بالفعل هناك دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية والسيد الحكيم سيلبيها في الوقت المناسب.
– عرض السيد الحكيم على الرئيس السيسي مبادرة إقليمية تدعو لها مصر وتشارك فيها كل من السعودية وتركيا وإيران…إلى أين وصلت هذه المبادرة؟
السيد عمار عرض هذا الاجتماع الخماسي على الرئيس السيسي، ويضم مصر والعراق وتركيا وإيران والسعودية. نحن نرى أن الصراع الدائر حالياً ليس نابعا من داخل تلك الدول بل يدار على أراضيهم. هذه الدول إذا لم تجتمع وتتصارح فيما بينها فلن تنتهي تلك الأزمات. لا يمكن أن نبقي دولنا تحت هذه المحرقة. جاءت دعوة السيد الحكيم في مصر، لأننا نجد فيها الشقيق الأكبر المعتدل.
– التقى السيد عمار الحكيم بشيخ الأزهر…ما هي نتائج تلك الزيارة خاصة في جهة تطوير العلاقة بين الأزهر الشريف والنجف الأشرف؟
زار عمار الحكيم شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وطالبنا بتواصل حقيقي بين الأزهر الشريف والحوزة العلمية بالنجف، وطالبنا من فضيلة شيخ الأزهر أن يشرف العراق بزيارته أو يرسل وفدا للاطلاع على الأوضاع، ووعد فضيلته بذلك. نحن نرى في الأزهر جزءا مهما لعلاج أزمة الفكر التكفيري الموجودة في المنطقة.
– ما موقف “تيار الحكمة الوطني” من الحرب في سوريا؟
نحن ندعم الجيش السوري، وما يحدث في سوريا إرهاب واضح، بصرف النظر عن رأينا في حكومة بشار الأسد، لكن لا يمكن أن نقبل بأن يكون الحل “داعش” و”النصرة”، هذه جريمة، كيف نسمح لهؤلاء الغوغائيين بإسقاط الجيش العربي السوري صاحب التاريخ والبطولات، هذا ليس موقف العراق فقط بل دول أخرى مثل مصر.
– ماذا عن موقفك من الحرب في اليمن؟
نحن ضد ما يحدث في اليمن و”عاصفة الحزم” منذ اليوم الأول وما زلنا. الأمور لا بد أن تنحل بصورة سياسية، لأن ما يحدث في اليمن مأساة، الشعب اليمني يقتل بصورة عشوائية، وهذا لن نقبله.
– هل كان موقف تيار الحكمة من حرب اليمن سبب في ضعف علاقات السيد الحكيم مع بعض دول الخليج؟
بالعكس علاقاتنا قوية جداً مع دول الخليج. في رمضان كان هناك زيارة للكويت من السيد الحكيم.
– ولكن الكويت ليست مشتركة في عاصفة الحزم…نقصد السعودية والإمارات؟
هناك علاقات جيدة جداً مع المملكة العربية السعودية، نحن في تيار الحكمة ندعم وبشدة التقارب العراقي السعودي، ونسخر كل إمكانيتنا في تمهيد الطريق ليكون هناك تقارب حقيقي بين الرياض وبغداد. السعودية دولة كبيرة وجارة ولها دور كبير في استقرار الأمن العربي.
– ما موقفكم من التواجد الأمريكي في العراق؟
نرفض أي تواجد لقوات أجنبية على أراضينا بغض النظر عن الجنسية.
– وبالنسبة للعلاقات مع تركيا في ظل تواجد قوات لها في بعشيقة؟
بالطبع نرفض هذا التواجد، وقد أبلغ السيد عمار الحكيم وزير خارجية تركيا هذا الرفض بصورة صحيحة، ونعتبر هذا عدوانا وتدخلا سافرا في بلادنا.
– ذكرت في إحدى لقاءاتك الإعلامية أن “داعش” استطاعت تهريب نفط العراق بمساعدة تركيا…هل لديك دلائل على ذلك؟
الدلائل موجودة عند بعض الأطراف الدولية، وسيكشف هذا الأمر بعد القضاء على “داعش”، وسيكون هناك تحرك دولي.
– ما رؤية تيار الحكمة للعلاقات مع الدولة الروسية؟
نرى في روسيا دولة كبيرة، وننتظر منها دورا كبيرا في إعادة إعمار العراق. دور موسكو أساسي وناجح جداً في تهدئة المنطقة خاصة في الملف السوري ونحن داعمين لذلك، روسيا كانت منذ اليوم الأول متمسكة بالحل السياسي. الأزمة السورية خرجت من الإطار العربي، وهناك لاعبان رئيسيان في الأزمة السورية، روسيا وأمريكا. موسكو تريد حلا سياسيا عقلانيا، بينما أمريكا متمسكة بحل السلاح، نحن ندعم حل روسيا وهذا موقف كل قوى الاعتدال في المنطقة وليس مصر فقط. نحن في سوريا أمام خيارين، إما الجيش العربي السوري أو “داعش و”النصرة” ولا يوجد عاقل يختار الإرهاب.
وكالات