دعا عضو مجلس النواب الأمريكي، ستيف كوهين، الخميس، الكونغرس إلى حجب الثقة عن الرئيس دونالد ترامب عقب تصريحاته المثيرة للجدل عن أحداث عنف عنصرية جرت في
مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا وأسفرت عن مقتل امرأة وجرح أكثر من 30.
وقال كوهين، عبر بيان نشره على موقعه الإلكتروني: “بعد تعليقات الرئيس السبت 12 أغسطس/آب ومرة أخرى الثلاثاء 15 أغسطس في رد على الأحداث المؤسفة في شارلوتسفيل، اعتقد بوجوب حجب الثقة عن الرئيس وعزله من منصبه”.
وعلل سبب طلبه هذا بالقول: “بدلًا من يدين بشكل صريح أعمال الكراهية للنازيين الجدد والقوميين البيض وعناصر الكلان (كو كلوكس كلان) عقب المأساة الوطنية (أحداث العنف العنصرية في شارلوتسفيل)، قال الرئيس إن هناك أناس جيدين جدًا في كلا الفريقين، لكن ليس هناك أي شيء جيد في النازيين أو عناصر الكلان (منظمة عنصريه تدعي تفوق العرق الأبيض)”.
والسبت الماضي، قُتلت امرأة (32 عاما) وأُصيب 19 آخرون، عندما دهس رجل بسيارة مجموعة كانت تحتج على مسيرة لعنصريين من القوميين البيض والنازين الجدد في مدينة شارلوتسفيل، فيما أُصيب 15 آخرون في مناوشات بين الجانبين.
وعقب الحادث، انتقد ترامب أحداث العنف في فرجينيا، دون إدانة صريحة للعنصرية؛ الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة في البلاد.
والثلاثاء، جدد ترامب انتقاده لتلك الأحداث، قائلا، خلال مؤتمر صحفي بنيويورك، إن اللوم “يقع على الطرفين” في العنف الذي وقع في شارلوتسفيل مشيرا إلى أن هناك “أناسا طيبين جدا” على الجانبين.
وفي وقت سابق ، انتقد ترامب، الإعلام، واتهمه بأنه أساء تفسير التصريحات التي أدلى بها بشأن أحداث شارلوتسفيل، وكتب على تويتر: “الناس يكتشفون (مرة أخرى) درجة انعدام النزاهة في الأخبار المزيفة، لقد أساؤوا بالكامل تفسير ما قلته بشأن الكراهية والتعصب… هذا عيب!”.
موقف الرئيس في المعادلة بين طرفي أحداث العنف في شارلوتسفيل جدد سلسلة من الانتقاد له خاصة لدى خصومه من الديمقراطيين، الذين يرفضون تقديم أي مبرر أخلاقي للجماعات العنصرية.
واستطرد ستيف كوهين، النائب عن ولاية تينيسي، عبر بيانه : “لقد فشل ترامب في الاختبار الرئاسي للقيادة الأخلاقية؛ فلا يوجد رئيس ذو أخلاق يخجل من الخروج علنًا لإدانة الكراهية والحقد والتعصب”.
طلب كوهين حجب الثقة عن ترامب هو الثاني من نوعه بعد طلب مماثل قدمه زميله الديمقراطي النائب عن ولاية كاليفورنيا براد شيرمان في يونيو/حزيران الماضي؛ بسبب ما أسماه وقتها “جهود ترامب لعرقلة التحقيقات في التواطؤ المحتمل لحملته مع روسيا” خلال الانتخابات الرئاسية.
وبقدر ما يرغب الديمقراطيون في حجب الثقة عن ترامب، إلا أنهم لا يجدون أي صدى لرغبتهم هذه في أوساط الجمهوريين الذين يمثلون الأغلبية في غرفتي الكونغرس، الشيوخ والنواب.