فيما يبدو بايرن ميونخ مرشحا بقوة للدفاع عن لقبه المحلي والفوز بالدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا) في الموسم الجديد ، يتطلع مديره الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى
استعادة اللقب الأوروبي حتى يتجنب عقدة الإقالة بعد الموسم الثاني.
ويستطيع بايرن التغلب على مشكلة ارتفاع معدل أعمار لاعبي الفريق وكذلك عدم التعاقد مع لاعبين من العيار الثقيل ليتوج بلقب البوندسليجا للمرة السادسة على التوالي لكن حلم الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا سيظل بعيد المنال في ظل المستوى الحالي للفريق.
ويحتاج مشجعو وأنصار بايرن إلى عدم النظر لسجل أنشيلوتي مع الأندية التي تولى تدريبها سابقا حيث عانى المدرب الإيطالي الشهير من عقدة الموسم الثاني.
وأقيل أنشيلوتي من تدريب بارما الإيطالي بعد موسمه الثاني مع الفريق وهو ما حدث أيضا بعد موسمه الثاني مع يوفنتوس الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي كما رحل عن باريس سان جيرمان الفرنسي بعد موسمين فحسب ولم يتردد ريال مدريد الإسباني في إقصائه بعد الموسم الثاني مع الفريق.
ولم يكسر أنشيلوتي هذه القاعدة إلا في الفترة القصيرة التي قضها في تدريب ريجينا وفترة تدريبه الطويلة لفريق ميلان.
ومع بدء موسمه الثاني في قيادة بايرن ، تبدو أشياء كثيرة سانحة بالنسبة لأنشيلوتي.
ومن الناحية النظرية على الأقل ، يتعين على الفريق الفوز مجددا بلقب البوندسليجا ليكون السادس على التوالي في المسابقة المحلية.
ولكن ، هل يكون هذا أمرا مقنعا لمجلس إدارة النادي ؟
ويحتاج مسؤولو النادي من أنشيلوتي قيادة الفريق لاستعادة لقب دوري الأبطال الأوروبي.
ولهذا ، قد يصبح أي فشل للفريق في البطولة الأوروبية هذا الموسم إيذانا برحيل أنشيلوتي عن تدريب الفريق البافاري بنهاية الموسم الحالي.
وخسر أنشيلوتي جهود اللاعبين فيليب لام وتشابي ألونسو وما يتمتعان به من جرأة وثقة هادئة وذلك بعد اعتزالهما اللعب بنهاية الموسم الماضي.
ولم يكن أي من اللاعبين الذين تعاقد معهم بايرن في فترة الانتقالات الصيفية الحالية على مستوى أو خبرة لام وألونسو.
وتعاقد بايرمع سيباستيان رودي ونيكلاس سويله من فريق هوفنهايم كما ضم كورينتين توليسو من فريق ليون الفرنسي في صفقة هي الأغلى في تاريخ النادي رغم اقتصار مسيرة اللاعب الدولية على مباراة واحدة مع المنتخب الفرنسي.
واستعار بايرن اللاعب الكولومبي الدولي خاميس رودريجيز من ريال مدريد الإسباني بعدما عانى اللاعب من عدم الاستعانة به كثيرا في مباريات الريال الموسم الماضي.
ولم يتضح بعد ما إذا كان للاعب قادرا على التأقلم مع طبيعة البوندسليجا التي تختلف عن الدوري الإسباني. ويغيب اللاعب عن صفوف الفريق حاليا بسبب الإصابة.
وانتقد حارس مرمى بايرن السابق أوليفر كان النادي لعدم إنفاقه بشكل أكبر على تدعيم صفوف الفريق خاصة مع ما يشهده سوق انتقالات اللاعبين حاليا من استثمارات ضخمة منها انتقال البرازيلي نيما ردا سيلفا من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 222 مليون يورو (263 مليون دولار) .
وصرح أوليفر كان ، إلى مجلة “كيكر” الألمانية الرياضية ، قائل : “إذا أراد بايرن أن يكون بين أبرز ثلاثة أو أربعة فرق في أوروبا ، فليس لديه مفر من المشاركة في هذه الصفقات الضخمة لتدعيم صفوف الفريق”.
ولكن كارل هاينز رومينيجه الرئيس التنفيذي للنادي البافاري يرفض هذه الدعوات للانفاق ببذخ في سوق الانتقالات. وقال رومينيجه : “لا نريد فعل هذا ، ولا نستطيع فعله أيضا”.
كما تأثر بايرن سلبيا برحيل لاعبه البرازيلي دوجلاس كوستا إلى يوفنتوس الإيطالي حيث أصبحت لدى الفريق مشكلة حقيقية في الجناحين الأيمن والأيسر مع كبر سن النجمين الهولندي آريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري وإمكانية غياب أي منهما عن بعض فترات الموسم بسبب الإصابات.
وتعاقد بايرن مع سيرج نابري من فيردر بريمن الألماني ثم أعاره بعدها بفترة قصيرة إلى هوفنهايم الألماني رغم قدرة اللاعب على إفادة الفريق.
وبعد معاناة توماس مولر من تراجع المستوى في الموسم الماضي ، أصبحت جماهير النادي على قناعة بضرورة تعاقد بايرن مع مهاجم كفء يعوض أي غياب محتمل أو تغيير للبولندي روبرت ليفاندوفسكي. ولكن النادي البافاري لم ينجح في هذا حتى الآن.
وإذا تعرض ليفاندوفسكي للإصابة خلال مباراة بايرن أمام باير ليفركوزن يوم الجمعة المقبل في افتتاح فعاليات الموسم الجديد للبوندسليجا أو بعد غلق باب الانتقالات الصيفية الحالية في نهاية الشهر الحالي ، سيكون بايرن في مأزق حقيقي.
وقدم بايرن أيضا مسيرة متواضعة في الاستعداد للموسم الجديد ولكنه توج بلقب كأس السوبر الألماني بالفوز على بوروسيا دورتموند بركلات الترجيح كما استهل مسيرته في كأس ألمانيا بالفوز الساحق 5 / صفر على شيمنيتز أحد أندية دوري الدرجة الثالث.
وقال أنشيلوتي ، بعد هذا الفوز الساحق يوم السبت الماضي ، : “شاهدت عرضا رائعا من فريقي الذي أظهر روحا عالية وحماسا شديدا في المباراة”.
ويحتاج بايرن إلى إظهار هذا الحماس والروح العالية طيلة الموسم إذا أراد الفوز مجددا باللقب المحلي واستعادة اللقب الأوروبي.