اعتبر رئيس حزب “حركة التغيير” اللبنانية (ذو أغلبية مسيحية)، إيلي محفوض، ما جرى في عرسال اللبنانية المحاذية للحدود السورية من معارك وتبادل لأسرى ومسلحين، هو “مقايضة
وليس انتصارا” لحزب الله.
وفي مقابلة صحفية قال محفوض، عضو الأمانة العامة لقوى “14 آذار” (معارضة لنظام دمشق)، أن ما حصل في “عرسال” يرتبط بالمستقبل السوري “من ناحية تقسيم مناطق النفوذ، والترسيمات المحتملة، بما ينسجم مع اتفاق الهدنة (خفض التوتر) الروسي الأمريكي، والدور الأردني كذلك”.
وشهدت منطقة “جرود عرسال” شرقي لبنان الشهر الماضي، معارك بين حزب الله اللبناني ومجموعات سورية مسلحة، أبرزها جبهة “تحرير الشام” (النصرة سابقا)، استمرت عدة أيام، ثم توقفت، قبل أن يعلن الطرفان نهاية الشهر ذاته عن صفقة تبادل، تحت إشراف مدير جهاز الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم.
والصفقة التي تم تنفيذ آخر مراحلها الخميس، قضت إجمالا بخروج مسلحي “النصرة” من جرود عرسال مع عائلاتهم بالإضافة إلى بعض قتلاهم و3 من موقوفيهم بسجون لبنان، باتجاه سوريا، مقابل إطلاق الجبهة سراح 8 عناصر من حزب الله أسرته، في وقت سابق بسوريا، علاوة على بعض قتلى الحزب.
وتعليقا على معارك عرسال، رأى محفوض أنها “جاءت بعد استنزاف حزب الله قدراته داخل سوريا دون حسم، إضافة إلى أنه (الحزب) لم ينجح بإحداث ثغرة في منطقة الجولان (السورية)، الأمر الذي أحدث تبدلًا جذريًا (باتجاهه نحو عرسال)”.
وشدد السياسي اللبناني على أن معركة جرود عرسال خرجت “بعنوان واحد هو المقايضة”.
وأوضح أن انسحاب مقاتلي جبهة النصرة إلى الداخل السوري مع ضمانات بتأمين المواد الغذائية، وإطلاق سراح عدد من عناصرها من السجون اللبنانية، تفنّد مزاعم حزب الله حول “انتصاراته الوهمية”.
واستطرد محفوض: “المنتصر لا يفاوض بل يفرض شروطًا”، مشيرًا في الوقت ذاته إلى “غطاء دولي (لم يحدده) لمعركة جرود عرسال”.
وتساءل: “عن أي انتصار يتحدث حزب الله؛ والإرهابي أبو مالك التلة (زعيم جبهة النصرة في عرسال) يهدد اللبنانيين ويشحن معه الأموال والمقاتلين”، دون تفاصيل.
وعلى صعيد علاقة أحداث عرسال بالشأن اللبناني الداخلي، قال محفوض: “لو بادرت السلطة اللبنانية منذ أحداث مخيم نهر البارد، لاتخاذ قرارات بهذا الشأن لما تكررت هذه الأحداث”.
وأحداث نهر البارد هي معركة نفذها الجيش اللبناني في ٢٠٠٧ ضد تنظيم “فتح الإسلام” الذي تحصن آنذاك بمخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، قبل أن يفر منه وانتهى هذا التنظيم بلبنان عام 2008، وفر بقية عناصره إلى سوريا.
وأكد رئيس حزب “حركة التغيير” (ليس له نواب في البرلمان) أن الجيش اللبناني “هو المخول وحده بالدفاع عن الأرض اللبنانية وحماية اللبنانيين”، معتبرًا أن ما حصل خلال عمليات التفاوض مثّل “ابتزازاً للسيادة اللبنانية”.
وأشار محفوض إلى أن “القاسم المشترك بين معارك عرسال ونهر البارد هو ارتباط الرأسين الإرهابيين؛ شاكر العبسي (زعيم تنظيم فتح الإسلام سابقا) وأبو مالك التلة، بالنظام السوري”.
يشار إلى أن الجيش اللبناني لم يشارك مباشرة في معركة عرسال، واقتصر دوره على التصدي لهجمات تشنها المجموعات المسلحة، قرب مواقعه الموجودة على أطراف الجرود من جهة عرسال.
وكالات