أعلن زعيم التيار الصدري العراقي المعارض مقتدى الصدر، الأربعاء، أنه بحث مع الجانب السعودي خلال زيارته للمملكة، “افتتاح قنصلية عامة في النجف (جنوب وتضم أبرز
المزارات الشيعية بالبلاد)، وسرعة إنشاء خط جوي بين البلدين”.
وأضاف أن “الجانب السعودي أبدى رغبته في تعيين سفير جديد للمملكة في بغداد للنهوض بمستوى العلاقات”.
جاء ذلك في بيان لمكتب الصدر حول نتائج زيارته للسعودية والتي استمرت لثلاثة أيام.
وعاد الصدر إلى العراق أمس الثلاثاء قادما من السعودية التي وصلها الأحد في زيارة نادرة هي الأولى له منذ 2006، التقى خلالها بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال البيان إن الآراء توافقت بين الصدر ومحمد بن سلمان حول عدد من القضايا التي “تهم العراق ووحدته وأمنه والعملية والسياسية وتعزيز التعاون في مجالات عدة”.
وأضاف البيان أن الزيارة أسفرت عن عدة نتائج منها: “بحث سبل تعزيز التعاون بين الدولتين في شتى المجالات، واستغلال الفرص في الاستثمار بالعراق والمساهمة في تنمية مناطق جنوب ووسط العراق، والمساعدات الانسانية للمتضررين والمهجرين”.
ووفق البيان “أمر خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبد العزيز) بتقديم 10 ملايين دولار إضافية لمساعدة النازحين عن طريق الحكومة العراقية”.
وأشار البيان إلى أنه خلال الزيارة تم كذلك “بحث سرعة افتتاح المنافذ الحدودية لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين (مغلقة منذ غزو العراق للكويت 1990 وتفتح للحجاج فقط)”، دون تفاصيل.
كما اتفق الجانبان، وفق البيان، على “تبني خطاب ديني وإعلامي معتدل يدعو للتعايش السلمي والتعاون والمصالح المشتركة بين البلدين والشعبين”، إلى جانب مناقشة العلاقات الثنائية مع دول الجوار والتأكيد على استقرار المنطقة.
ويتزعم الصدر التيار الصدري الذي يشغل 34 مقعدًا في البرلمان (من أصل 328)، فضلًا عن فصيل جناح مسلح يحمل اسم “سرايا السلام” وهو واحد من فصائل الحشد الشعبي الشيعي الذي يقاتل إلى جانب القوات العراقية ضد تنظيم “داعش”.
وفي أبريل/نيسان 2015، عيّنت السعودية ثامر السبهان سفيرًا لدى العراق، وذلك لأول مرة منذ أن انقطعت العلاقات بين البلدين عام 1991 عقب الغزو العراقي للكويت، غير أن الرياض أعلنت في أكتوبر/تشرين أول الماضي استبداله، بقائم بالأعمال بعد شهور من مطالبة وزارة الخارجية العراقية بذلك بسبب تصريحات أدلى بها واعتبرتها تدخلا في شؤونها.
وتحسنت العلاقات بين العراق والسعودية في الأشهر الأخيرة، حيث يتبادل المسؤولون الرفيعون في البلدين الزيارات بعد عقود من التوتر.
وأجرى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في يونيو/حزيران الماضي زيارة رسمية إلى السعودية، هي الأولى منذ تسلمه منصبه نهاية عام 2014، وبحث خلالها مع العاهل السعودي، التنسيق بين البلدين في جميع المجالات.