قال باحثان مغربيان إن التعليم الديني في بلادهما، يعتبر خزانا لتخريج الخطباء وحفظة القرآن، بالنظر إلى تطوره، خلال السنوات القليلة الماضية. وفي تصريحين صحفيين منفصلين، أضاف الباحثان أن هذا الفرع من التعليم ساهم
أيضا، في محاربة الأمية.
وفي أحدث تقرير لها، يفصل العام الداسي 2016- 2017، قالت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إن “نحو نصف مليون مغربي يدرسون بمؤسسات التعليم الديني التقليدي، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم (رسمية) “.
وقال محمد شهيد، الأستاذ الجامعي في الدراسات الإسلامية، إن “التعليم الديني بالمغرب يشكل خزانا للخطباء وحفظة القرآن، فضلا عن مساهمته أيضا في محاربة الأمية وفي تكوين الدعاة والعلماء”.
وفي إفادته، أضاف شهيد أن “التعليم الديني التقليدي يشكل، على الدوام، الخزان الاستراتيجي الذي تحتاجه البلاد”.
واستشهد بأنه ” في أيام حركة مقاومة المغاربة للاستعمار الغربي، قاد التعليم الديني مقاومة المستعمر، وفي أيام الاستقلال أنتج سياسيين وقادة ورجال الدولة”.
ونالت المغرب، التي كانت مُقسمة بين المستعمرين الفرنسي والإسباني، استقلالها في 1956.
ويشير شهيد إلى أنه “على الرغم من ظهور حركة التحديث المعاصرة، التي حاولت السيطرة على كل مجالات الحياة، محاولة جعل المدرسة تابعة للغرب في مناهجها، إلا أن الكتاتيب القرآنية تلعب أدوارا مهمة، في حياة الجيل الصاعد”.
وأفاد الأستاذ الجامعي بأن” التعليم العتيق (الديني ) ساهم في تحول مئات النساء الأميات إلى حافظات للقرآن الكريم، ومتمكنات من قواعد تجويده، ثم إلى مدرسات للقرآن الكريم”.
ويرى محمد الزباخ، رئيس جمعية أساتذة التربية الإسلامية بالمغرب (غير حكومية)، أن “التعليم الديني هو تعليم عمومي رسمي، تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأخذ إشعاعه بعد عدة تغييرات”.
وفي إفادته، أوضح الزباخ أن التعليم الديني “له جذور قديمة في المغرب، مرتبطة بعناية المغاربة بالقرآن الكريم، في البوادي والقرى والمساجد والزوايا”.
وهذا الفرع التقليدي من التعليم شهد، كما يعتقد الزباخ، “تطورا كميا وكيفا، باعتبار أن نصف مليون مغربي يستفيد منه، مما ساهم في تقليص الأمية، والتحول إلى مشروع مجتمعي منافس لأنواع التعليم المعتمدة بالمغرب”.
وبالمقابل، يشدد الرجل على أن “نقاط قوة التعليم الديني الكثيرة، يجب ألا تخفي قراءة نقدية لهذه التجربة الفريدة في البلاد”.
ودعا إلى “ضرورة مواجهة مجموعة من الإشكاليات، بشكل عاجل، منها افتقاد بعض المشرفين على تلك المؤسسات للعلم والتكوين”.
وفيما اقترح رئيس الجمعية المغربية “تكوين المشرفين على التعليم الديني التقليدي”، أعرب عن مخاوفه من أن “يفقد هذا التعليم خصوصيته وأهدافه، بفعل التساهل في شروط قبول طلبة هذه المؤسسات”.
ونبه إلى ضرورة “الاهتمام بالكيف عوض الاهتمام بالكم”.
وفي تقريرها الذي يفصل الموسم الدراسي 2016 – 2017، قالت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إن الكتاتيب القرآنية (رسمية) قد بلغ عددها 11 ألف و975 كتابا قرآنيا، يدرس بها 321 ألف و722 تلميذا، من الإناث والذكور.
بينما يبلغ عدد مراكز تحفيظ القرآن الكريم (رسمية) 2 ألف و147 مركزا، يدرس بها 104 ألف و702 تلميذا من الإناث والذكور، وفقا لذات التقرير.
وأشارت الوزارة أيضا إلى أن عدد فضاءات التعليم الأولي (للصغار)، خلال هذا الموسم الدراسي، بلغ 46 فضاءً، يدرس بها 2 ألف و84 طفلا وطفلة، تتراوح أعمارهم بين 4 – سنوات.
كما أن عدد مدارس التعليم العتيق (للكبار) يبلغ 289 مدرسة، للتعليم يدرس بها 32 ألف و30 طالبا من الرجال والنساء.
وبحسب الوزارة فإن التعليم الديني استقطب جنسيات متعددة، على رأسها طلبة من الدول الإفريقية، متبوعة بالدول العربية ثم الإسلامية، لكن تقريرها لم يقدم أرقام محددة.
وكالات