قال رئيس الإقليم الكردي شمالي العراق، مسعود بارزاني، الإثنين، إن الاستفتاء الخاص بانفصال الإقليم عن العراق “ليس ورقة ضغط، وإنما هو الطريق للاستقلال”، مشددا على
إجراءه في موعده يوم 25 سبتمبر/أيلول المقبل.
جاء ذلك في كلمة له خلال مراسم أقيمت في منطقة بارزان (155 كم شمال شرقي مدينة أربيل عاصمة الإقليم)، بمناسبة الذكرى الـ34 لـ”أنفال البارزانيين”، على يد نظام الرئيس الراحل، صدام حسين (1979-2003)، وذلك بحضور قناصل وممثلي بعثات الدبلوماسية ومسؤولين حكوميين وعائلات ضحايا.
وقال بارزاني إن “الكرد شاركوا في بناء العراق إيمانا بالتعايش والديمقراطية، لكنهم لم يلمسوا من الشركاء سوى تدمير 450 ألف قرية وعمليات الأنفال وإعدام الكرد الفيليين وحلبجة وغيرها من المآسي”.
ويقول مسؤولو الإقليم الكردي إن قوات نظام صدام احتجزت قرابة 8 آلاف شخص من عشيرة البارزانيين، التي قادت الحركات الكردية المناهضة للحكومات العراقية المتعاقبة، ثم تم العثور، بعد عام 2003، على رفات بعضهم في مقابر جماعية.
وحول مسألة قطع الحكومة الاتحادية في بغداد لرواتب الموظفين في الإقليم الكردي، قال رئيس الإقليم إن “قطع أرزاق ورواتب المواطنين جريمة لا تقل عن جريمة قصفهم بالمواد الكيمياوية”.
واعتبر أنه “لو طبقت الحكومة في بغداد المادة 140 (من الدستور) لما تعرض الجميع للمشاكل التي نمر بها اليوم”.
وتنص المادة 140 على تطبيع الأوضاع في محافظة كركوك (شمال) ومناطق أخرى متنازع عليها في محافظات نينوى وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق)، ومن ثم إحصاء عدد السكان الذين سيقررون في خطوة أخيرة تحديد مصير مناطقهم بالإبقاء عليها تابعة لبغداد أو الانضمام إلى الإقليم الكردي.
ومضى قائلًا إن “كل الحلول مع بغداد لم تصل إلى أية نتيجة غير الاستقلال بطريقة سلمية وأخوية، وقد أبلغت رئيس الوزراء (العراقي)، حيدر العبادي، وقادة التحالف الوطني (شيعي- أكبر كتلة برلمانية) بهذا القرار خلال زيارتي الأخيرة لبغداد (في سبتمبر/ أيلول 2016)”.
وتابع بقوله: “بغداد تتصور أننا نطالب بالاستفتاء كورقة ضغط.. الاستفتاء ليس ورقة ضغط، وإنما طريقنا للاستقلال، وقد اتخذ شعب كردستان قراره، وسيتوجه إلى صناديق الاقتراع في 25 سبتمبر (أيلول) لتقرير مصيره.. وأوكد ثانية بأننا لا نريد الاقتتال، وهدفنا هو تفهم وضعنا، والاتفاق عبر الحوار، وأن نكون جيرانًا مسالمين”.
وهذا الاستفتاء غير مُلزم، ويتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث في الإقليم الكردي، وهي: أربيل والسليمانية ودهوك، ومناطق أخرى متنازع عليها، بشأن إن كان سكانها يرغبون بالانفصال عن العراق أم لا.
وترفض حكومة العبادي هذا الاستفتاء، وتقول إنه لا يتوافق مع دستور العراق، الذي أقر في 2005، ولا يصب في مصلحة الأكراد سياسيًا ولا اقتصاديًا ولا قوميًا.
وأثار الاستفتاء مخاوف دولية من أن ينعكس سلبًا على الوضع في العراق، خاصة وأنه ما يزال يخوض حربًا ضد تنظيم “داعش”، بدعم من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وترفض الجارة تركيا إجراء هذا الاستفتاء، وتقول إن الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية مرتبط بإرساء الأمن والسلام والرخاء في المنطقة.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها من الاستفتاء، معتبرة أنه سيشكل انحرافًا عن الأولويات العاجلة، مثل هزيمة “داعش” وتحقيق استقرار البلاد لجميع العراقيين.
فيما ترى الأمم المتحدة أنه لا ينبغي إجراء الاستفتاء إذا لم يتوفر تفاهم مشترك بين بغداد وأربيل.