لا يزال أمام القوات العراقية مهمة إخراج تنظيم داعش من عدد من المدن العراقية، ومنها تلعفر والحويجة، اللتان يسكنهما عشرات الآلاف من المدنيين، فيما يواجه رئيس الوزراء
حيدر العبادي، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية، تحديات لإقرار خطتي المعركتين.
وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من ربع مليون نسمة في تلعفر، التي يسكنها التركمان، ويحاصرها الجيش وميليشيات الحشد الشعبي، منذ أكثر من 3 أشهر.
وتقع تلعفر على بعد 65 كيلومترا غربي الموصل. وتبعد عن الحدود السورية 60 كم، وعن الحدود التركية نحو 50 كم.
وكانت خطة قديمة، وضعت لاقتحام البلدة أثناء سريان عمليات تحرير الموصل، تفرض على ميلشيات الحشد البقاء في محيطها، وتقديم الإسناد اللوجستي للجيش، والسيطرة على القرى المحيطة بتلعفر فقط.
وفي المقابل تتولى تشكيلات الجيش، وقوات مكافحة الإرهاب، والشرطة الاتحادية، وأبناء المنطقة المنضمين إلى تشكيلات الحشد العشائري عملية اقتحام تلعفر من الداخل.
تغيير الخطة
أما الآن فقد أحاطت ببلدة تلعفر قوات الجيش والميلشيات بشكل متداخل مع بعضها من كل الاتجاهات، مما يعني أنه ليس هناك جبهات منفصلة مخصصة للجيش وأخرى للميليشيات، بل تواجد القوتان بشكل متداخل، وذلك ربما لأغراض تكتيكية وعسكرية أو سياسية.
ويبدو أن الخطة قد تغيرت عندما أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، مؤخرا، أن الميليشيات ستشارك في عملية الاقتحام سواء في معركة تلعفر، أو معركة الحويجة جنوبي كركوك.
ويصطدم قرار العبادي بمشاركة الميليشيات في عمليات تلعفر مع موقف تركيا التي تعارض مشاركتها، خوفا من إبادة الحشد الشعبي لمدنيين يشتبه في علاقتهم بداعش.
ويرى المحللون أن معركة تلعفر، المتعثرة في الأساس، لن تبدأ ما لم يتم حل نقاط الخلاف مع تركيا.
معركة الحويجة
كما يتعارض قرار العبادي مع رأي الجانب الكردي فيما يتعلق ببلدة الحويجة، التابعة لمحافظة كركوك، ومحيطها، إذ يصر الأكراد والبشمركة على بقاء الميليشيات بمحيط البلدة، والسيطرة على القرى المحيطة بها، كما ورد في الخطط السابقة.
ويريد الأكراد عدم السماح للميليشيات بدخول الحويجة أو البلدات المجاورة لها (الرشاد والرياض والعباسي والزاب) التي لا تزال تحت سيطرة داعش، استجابة لمطالب زعماء العشائر الذين يخشون انتقام الميلشيات.
وفي المقابل تصر الميليشيات، بإيعاز من إيران، على اقتحام البلدة. لكن تحرير الحويجة لا يمكن أن يتم من دون مشاركة ميدانية لقوات البشمركة.
ولعل التقاطع في مواقف بغداد وأربيل في هذا الشأن هو السبب الرئيسي لتأخر معركة الحويجة.