قالت مصادر صحفية أن الرئيس دونالد ترامب أبلغ الرئيس محمود عباس خلال لقائهما في بيت لحم في الضفة الغربية أمس، أنه سيعلن مبادرة للسلام في غضون الأسابيع القليلة المقبلة .
وأوضح مسؤول، أن ترامب ما زال يدرس مع فريقه عناصر المبادرة السياسية التي من المتوقع أن يعلنها في غضون شهر، مضيفاً أن المبادرة ترتكز على إطلاق عملية سياسية لفترة زمنية محدودة يتم خلالها التفاوض على قضايا الوضع النهائي منفصلة. وتابع: «يريد ترامب تحقيق صفقات منفصلة في كل واحدة من قضايا الوضع النهائي وصولاً إلى الصفقة الكبرى المتمثّلة في اتفاق نهائي للسلام».
من جانبه، قال المستشار الاقتصادي للرئيس الفلسطيني محمد مصطفى الذي شارك في لقاء بيت لحم، إن الجانب الفلسطيني طالب بتغييرات اقتصادية جوهرية غير التسهيلات الشكلية التي حملها ترامب معه من إسرائيل. وأضاف: «طالبنا بإتاحة المجال أمام الفلسطينيين للعمل في المنطقة ج التي تشكل 60 في المئة من مساحة الضفة». وأضاف أن المطلب الثاني يتعلق «بتطوير اتفاق باريس الاقتصادي على نحو يجعل الفلسطينيين يحصلون على كامل حقوقهم في التحويلات الجمركية».
ولاحقاً، زار ترامب «متحف إسرائيل» حيث تناول في خطاب مركزي «رغبته الحقيقية في توصل الإسرائيليين والفلسطينيين إلى سلام يتطلب منهم اتخاذ قرارات صعبة»، فضلاً عن شمل إسرائيل بكثير من الحب، مضيفاً فصلاً دينياً عن قدسية القدس للأديان الثلاثة، وإن ركّز أكثر على علاقة الشعب اليهودي التاريخية بالمدينة المقدسة.
وقال: «اجتمعت هذا الصباح (الثلثاء) بالرئيس عباس، ويمكنني أن أقول لكم إن الفلسطينيين مستعدون للسعي من أجل السلام». وأضاف: «وبعد اجتماعي بالصديق العزيز جداً بنيامين (نتانياهو)، يمكنني أن أقول لكم أيضاً إنه يسعى إلى السلام. إنه يريد السلام… لكن إحلال السلام لن يكون سهلاً. كلنا يعلم ذلك. الجانبان سيواجهان قرارات صعبة. لكن بالعزيمة والحلول الوسط والإيمان بإمكان تحقيق السلام، سيتسنى للإسرائيليين والفلسطينيين التوصل إلى اتفاق».
كما زار ترامب نصب «ياد فاشيم» لضحايا المحرقة النازية أمس قبل أن يغادر إسرائيل من دون أن يعلن أي تصور في شأن حل الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي أو تفاصيل عن «الصفقة» بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي سبق أن تحدث عنها في أكثر من مناسبة.
فخلافاً لتسريبات سبقت زيارته، لم يتطرق الرئيس الأميركي إلى طلبيْن إسرائيلييْن بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. في المقابل، لم يتحدث عن حق الفلسطينيين في تقرير المصير، ولم يذكر أبداً في جميع تصريحاته «دولة فلسطينية». لكنه أكد لليمين الإسرائيلي أن الرئيس عباس (أبو مازن) هو شريك حقيقي لإسرائيل في صنع السلام، في موازاة التأكيد للآذان الأوروبية وغيرها بأن نتانياهو يرغب حقاً في التوصل إلى سلام.
المصدر: الحياة