يواصل نشطاء سياسيون وقادة منظمات ومؤسسات مجتمعية سوريون مشاوراتهم لعقد المؤتمر الشعبي السوري العام، كإطار تمثيلي جامع لكافة أطياف المجتمع السوري في الداخل
والشتات.
وعقدت المنصة (مجلس السوريين) الاجتماع التمهيدي للمؤتمر في مدينة إسطنبول التركية أمس الأحد، بمشاركة واسعة من النشطاء الذين أكدوا أنهم يتطلعون إلى المؤتمر كعلامة فارقة في حاضر سوريا ومستقبلها.
وأفرز اجتماع إسطنبول قوائم لجان المتابعة من نشطاء ورموز في العمل الفكري والسياسي والثقافي والاجتماعي بسوريا، وخصصت نسبة ثلثي المنخرطين في اللجان للسوريين المقيمين داخل سوريا بينما خصص الثلث الباقي من القوائم للسوريين في المهجر.
وأكد رئيس مجلس إدارة المنصة صالح فاضل التركماني أن المؤتمر الشعبي السوري العام سيعقد خلال الشهور الثلاثة المقبلة في المناطق “المحررة” من الداخل السوري، موضحا أن فريق المنصة بدأ نشاطه منذ عام 2014، وتمخض عن ذلك تشكيل لجان خاصة بكل محافظة يرتبط عدد أفرادها بعدد سكان المحافظات.
وأوضح الناشط السوري أن كل عشرة آلاف سوري سيكون لهم ممثل واحد في المؤتمر العام، بينما سيمثل كل مئة ألف من السوريين نائب واحد في البرلمان المؤقت المنبثق عن المؤتمر العام الذي سيبلغ تعداد أفراده بين ألفين وألفين وخمسمئة عضو ممثلين عن المحافظات كافة بنسبة ثلثين من الداخل وثلث من الخارج.
البرلمان السوري
وأشار إلى أن المرشحين للمؤتمر العام كمستقلين أو منظمات مجتمع مدني أو أحزاب سياسية أو اتجاهات قبلية سيقومون بعرض أجندتهم وبرامجهم الانتخابية على ممثلي المحافظات، ليتم اختيار 250 عضوا يكوّنون البرلمان السوري المؤقت، الذي سيضطلع بكافة الأعمال البرلمانية المعروفة.
وعن أهمية عقد المؤتمر وتميزه عما سبق من الفعاليات والأنشطة لقوى الثورة السورية المعارضة للنظام، قال صالح التركماني إن المجلس الذي سينبثق عن المؤتمر العام سيكون سوري الإرادة بالكامل وبشكل مختلف عن أغلب المجالس والمنظمات السورية التي تشكلت في الخارج وفق أجندة خارجية فرضت بشكل أو بآخر أو تبعا لضرورات المرحلة.
ولفت إلى أن المجلس الجديد سيأخذ الزمام بالأجندة السورية ويعيد القرار للسوريين الذين سئموا رهن مقدراتهم للأجندة الخارجية، على حد تعبيره.
أما الناشط السوري تيسير الخال من دير الزور فأوضح أن رسالة المؤتمر الأهم تكمن في منح السوريين داخل وطنهم الفرصة الأكبر لصنع القرار، وهو ما أظهرته حجم مشاركتهم في الاجتماع التمهيدي للمؤتمر العام عبر تقنية “سكايب”.
وقال إن أفضل ما يضيفه المؤتمر للمجتمع السوري هو جمعه السوريين على اختلاف مشاربهم الفكرية لتحقيق هدف واحد، وهو إسقاط النظام.
نزع النظام
من جهته، قال مسؤول الأنشطة والتنظيم في المنصة نادر مدلجي إن الهدف الأساسي للمؤتمر هو نزع النظام من جذوره، مؤكدا أن الاجتماع التحضيري شكّل لجان متابعة وفرقا للعمل للمؤتمر من السوريين في كافة مناطق تواجدهم.
وكان عدد كبير من نشطاء الثورة السورية تحدثوا بمشاركات عبر الفيديو المباشر للمجتمعين في اللقاء التمهيدي من جميع المحافظات السورية، كما تحدث آخرون من مناطق إقامتهم في دول المهجر، مرحبين بانعقاد اللقاء بوصفه أول حالة انتقال من التواصل الإعلامي للتواصل المباشر الحقيقي على الأرض.
كما تحدث في اللقاء التمهيدي ممثلون عن قطاعات الشباب والمرأة والأم السورية والمعتقلين والجرحى والمصابين، وباركوا الاستعدادات لعقد المؤتمر الشعبي السوري العام، معبرين عن دعمهم له كإطار جامع لكافة السوريين.
وأكد المتحدثون ميزة المؤتمر بوصفه يضم نخبة من السوريين من المحافظات المختلفة الذين يؤسسون للعمل الجماعي الوطني على مبدأ الكفاءات من كامل الأرض السورية.
وعرض المتحدثون أفكارا كثيرة دعوا لتثبيتها كمبادئ عامة يستلهمها المؤتمر، أهمها أن يكون سوريّا محضا لا يخضع لأي أجندة أو رعاية من أي جهة أو دولة، كما أكدوا “ضرورة نبذ الطائفية التي زرعها النظام ليفرق بها كلمة السوريين”.
المصدر: الجزيرة