قالت مصادر ميدانية في دير الزور (شرق سورية) أن قوات التحالف الدولي الغربي نفذت إنزالاً جوياً استهدف موقعاً خاضعاً لسيطرة تنظيم «داعش» في منطقة البوكمال قرب حدود
العراق. وأفاد موقع «فرات بوست» بأن مروحيات تابعة للتحالف نفذت إنزالاً فجراً في ريف البوكمال واشتبكت مع عناصر «داعش» ودمّرت لهم سيارتي دفع رباعي وخطفت عدداً لم يُحدّد منهم. ولم تتضح معلومات عن هويات المخطوفين، وما إذا كان هدف الإنزال خطف قيادات أو إخراج «عملاء» كانوا في مهمة داخل مناطق «داعش». ونفّذ التحالف أكثر من إنزال في الشهور الماضية شرق سورية وقتل أو خطف عدداً من عناصر «داعش» وقادته. لكن إنزال البوكمال الآن يأتي بعد أيام قليلة من بدء معارضين سوريين مدعومين من الأميركيين والبريطانيين والأردنيين، هجوماً في البادية السورية على الحدود مع الأردن والعراق بهدف الوصول إلى البوكمال وقطع طريق الإمداد لـ «داعش» بين العراق وسورية.
في جنيف، واصل دي ميستورا لقاءاته أمس مع الوفود المشاركة في المفاوضات، وتلقى دفعة دعم واضحة من روسيا في خطته لبدء «آلية» تعمل على صوغ دستور جديد لسورية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الذي يحضر مفاوضات جنيف: «نرى أنها (مبادرة دي ميستورا) خطوة في الاتجاه الصحيح. المسائل المتعلقة بالدستور تعتبر موضوعاً يسمح لنا بالتعويل على دفع العملية السياسية إلى الأمام». وأكد الديبلوماسي وفق تصريحاته التي أوردتها قناة «روسيا اليوم»، أن استحداث مثل هذه الآلية لا يتعارض مع استمرار المناقشات حول «السلّات الأربع» المتفق عليها لجدول أعمال المفاوضات في جنيف. وتابع: «السلّات الأربع ستبقى محورية. وكنا نقول دائماً أننا نولي مسائل محاربة الإرهاب اهتماماً أولياً، إضافة إلى موضوع الدستور. لكن، إذا أردنا تحقيق تقدم إلى الأمام، فعلينا أن نبدأ من شيء ما».
وكان دي ميستورا طرح على المشاركين في مفاوضات جنيف إنشاء «آلية استشارية تقنية في شأن المسائل الدستورية والقانونية». وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية أنها حصلت على نص المبادرة وأن «آلية التشاور» تهدف إلى «دعم العملية (التفاوضية) السورية – السورية، تحت إشراف الأمم المتحدة، وستقوم بوظيفتها في جنيف، بما في ذلك خارج مواعيد المفاوضات». وأردفت أن دي ميستورا سيرأس الآلية التشاورية مستعيناً بعدد من الخبراء، وأن مكتبه سيجتمع بخبراء قانونيين تسميهم الحكومة والمعارضة لبحث الدستور الجديد. وأوضحت «إنترفاكس» أن «الآلية التشاورية ستنظر في القضايا الدستورية والقانونية على المستوى التقني، وأن خطة العمل تنص على أن تبدأ الآلية التشاورية اجتماعاتها في جنيف في شكل فوري أثناء الجولة الحالية.
وقال الناطق باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» سالم المسلط ان وفد المعارضة يحتاج الى مزيد من الوقت لدرس خطة دي ميستورا، مطالباً بتمديد جولة جنيف الحالية. كذلك وزعت «هيئة المفاوضات» تصريحاً للعضو فيها منذر ماخوس اعتبر فيه أن نظام الرئيس بشار الأسد «لا يريد الوصول بالعملية السياسية إلى إيجاد حل سياسي يقود البلاد إلى مرحلة انتقالية وفق ما نص بيان جنيف والقرار ٢٢٥٤»، مشدداً على أن ذلك هو «السبب الوحيد الذي يقف أمام تقدم المفاوضات الجارية حالياً في جنيف». وقال ماخوس في تصريحاته: «كانت قضية الانتقال السياسي ولا تزال القضية الأساسية للتفاوض في جنيف»، مضيفاً: «لا نزال نريد الانتقال السياسي».